| من اليمين : الأستاذ فتحي جاير , الأستاذ محمد صلاح حكايات الجدة النوبية في باريس
نعم قصص الجدات النوبيات ترجمت الى الفرنسية , ونحن لا نعلم عنها شيئا , وهي حفنة من كنوز النوبة الغنية بالنفيس ماديا ومعنويا , وعن بلاد النوبة وكنوزها وتاريخها كان موضوع لقاء القسم الثقافي لقصر التذوق سيدي جابر يوم الاثنين الموافق 29/2/2016 بالأستاذ فتحي جاير رئيس جمعية أبوسمبل , وادار اللقاء الأستاذ محمد صلاح من فريق نوبيديا للتراث النوبي.
وفي بداية اللقاء شكر الأستاذ فتحي فريق نوبيديا على اهتمام الشباب بالتراث النوبي . وعرف اصل أهل النوبة وهم من ابناء قوش بن حام بن نوح وهم من سكنوا جنوب مصر من جنوب مدينة أسوان حتى شمال مدينة الخرطوم ويقال أنهم توغلوا لأواسط افريقيا وتوجو ومالي وبورندي و رواندا . أما ابن حام الآخر وهو مصرايم فقد سكن شمال وادي النيل واسس الحضارة المصرية القديمة . وللنوبة عدة أسماء منها الاسم الذي أطلقة المصريون و نوب أو الذهب بالقبطية و تاستي وتعني باليونانية القوس لاشتهارأهل النوبة باستعمال القوس لبراعتهم في الحرب من بعد وعدم تفضيله للنزال واستغلهم أحمس في طرد الهكسوس وسميت ايضا مازوي وتعني باليونانية جندي لاستعانة المصريون بهم كجنود لطرد الهكسوس والحيثيين وسميت ايضل بلاد قوش نسبة للجد الأكبر وسميت كذلك باسم اثيوبيا على بلاد النوبة في البداية وليست على بلاد الحبشة الآن , وللنوبة ملوك خلدهم التاريخ مثل الملك طهرقا الذي توسع حكمه حتى شمل مصر ثم وصل لأورشليم أو القدس وتصدى لغزو الأشوريين لها , ثم دخل بعد ذلك حربا شرسة ضد الفرس القوة العظيمة في ذلك الوقت وانتصر عليهم , أما عن دخول المسيحية للنوبة والسودان في القرن الأول الميلادي على يد القديس متى وأول من دخلها كان رجلا من حاشية الملكة كنداكة عام 37 م . وأما عن دخول الاسلام للنوبة الذي دخل بداية بعد الحرب مع عبد الله ابن ابي السرح الذي حارب أهل النوبة وهم كانوا على مسيحيتهم وذلك كان في عهد الخليفة عثمان بن عفان , ثم دخل الطرفان معاهدة سلمية , وبني مسجد للتجار المسلمين المسافرين لأفريقيا حتى اقتنع أهل النوبة بالدين الاسلامي السمح وبدأ دخول الاسلام النوبة وسكنت قبائل عربية النوبة أصولهم تنسب الى قريش مثل العقيلات نسبة الى عقيل بن أبي طالب والجعافرة نسبة الى جعفر بن أبي طالب وسكنوا وسط النوبة وتزوجوا من الكنوز وقليل مع الفدكة وكانت النوبة بعيدة عن أي صراع يحدث في الخلافات الاسلامية من أموية وعباسية وفاطمية , , ولأهل النوبة طابع خاص اسلامي صوفي , وبعد مذابح المماليك على يد العثمانيين فر منهم الى النوبة وعرفوا مسالكها والسلطان سليم الأول أتى بجنود من البوسنة وروسيا والمجر , ووضعهم في حصون في النوبة في ابريم وتزوجوا من أهل النوبة لينجوا قبائل المجراب نسبة للمجر والروس نسبة لروسيا والكوشاف من تركيا , لينتجوا جيلا نوبيا يحمل الملامح الأوروبية , وعند دخول الحملة الفرنسية لمصر وصلها علماء الحملة الذين صوروا الكثير من بلاد النوبة وفرقوا بينهم وبين أهل مصر وزنوج سنار , ووصفهم في كتاب وصف مصر بالصدق والأمانة والتدين , أما محمد علي الذي ضم النوبة وتبعت مصر سياسيا في عهد محمد علي باشا لتأمين حدود مصر وللبحث عن الذهب ولتأمين منابع النيل ولتأديب المماليك الهاربين , وأتى من بعده عائلته والانجليز . والحضارة النوبية بنيت على ثلاث محاور هي النيل واللغة والانسان لأن النيل مرتبط بكل مناسباته الميلاد والزواج . وقد ذكر الأستاذ جاير الدكتور مختار خليل كبارة (1952-1997) أو شامبليون اللغة النوبية الذي فك رموزها . وكذلك الدكتور ابراهيم عبد الرسول الذي جمع حكاوي الجدات الشفهية في كتاب وأخذه منه أديب فرنسي ليترجمه للفرنسية ليمتع به القاء بتاريخ بلاد النوبة الذاخر بالأخلاق والقيم والأساطير ومظاهر حياة النوبة القديمة .
|
جانب من الندوة
 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق