مصر غير قابلة للتقسيم
لماذا مصر غير قابلة للتقسيم عنوان ندوة أقامها القسم الثقافي لقصر اللتذوق سيدي جابر والصالون التاريخي للدكتور محمود محمود الشال بكلية التربية جامعة الاسكندرية يوم الاربعاء 13/3/2017 م . فمصر بلد ذات طبيعة خاصة فعلى أرضها تجلى الله لموسى على الجبل , وما يحدث في المنطقة لم يحدث مرورا عابرا ولكنه صراع ضمن مايجرى للصراع بين الشرف والغرب , وكان ذلك ضمن توصية لباتريك مانرمان بأن يتفتت العرب بوضع كيان غريب عنهم في اللغة والقومية والتاريخ ويمكن مساعدة ذلك الكيان وتقويته اقتصاديا وعسكريا وعلميا فيصعب لفظه , وبعد معاهدة سايكس بيكو - 1916 م بين فرنسا وبريطانيا وفي وجود الامبراطورية الروسية - على تقسيم المناطق التي كانت تابعة للامبراطورية العثمانية فيمابينهما - وضعت الدول العربية تحت الانتداب والحماية تمهيدا لتقسيمها وتحويلها لدويلات ثم جاءت احداث سبتمبر 2001 م وغزو افغانستان بقرار للامم المتحدة وبعده غزو العراق بقرار أمريكي ثم الاطاحة بالرؤساء التاريخيين الذين تخطوا أكثر من ثلاثين عاما في الحكم " صدام حسين , مبارك , القذافي , علي عبد الله صالح " وللأسف هؤلاء الحكام لم يتركوا خبرات الحكم للآخرين لسد الفراغ الحكم من بعدهم , فعلى سبيل المثال عام 1975م عين السادات مبارك نائبا له فسافر لدول العالم لعقد علاقات ودراسة طرق الحكم , ولم يفعل ذلك مبارك لأن النص غير ملزم " يجوز " وتعلل بأنه لا يحتاج لنائب , فكانت الاطاحة بالرؤساء أفضل من الغزو العسكري الذي يتبعه مقاومة وفقا للقاعدة التاريخية .
كما أن هناك أسلوبا آخر اتبع وهو التفتيت الفعلي للدول فنجد أن أكراد العراق قد رحبوا بالامريكان لتكوين دولتهم المكونة في العراق وتركيا وايران , وطبقت أمريكا النظام الفيدرالي لتفتيت العراق وكان فيها من الطائفية والعرقية مايسمح بذلك . كما كان في مصر شعار ردده البعض دون وعي وكان الهدف منه تحطيم المعنويات وهو " يسقط يسقط حكم العسكر " فالعلاقة بين الشعب والجيش المصري لم ينتابها شائبة ولو لم يقف الجيش المصري في المرتين ضد الحاكم كانت مصر تحولت لبحيرة من الدماء لأنه جيش وطني وأبقى على وجود دولة مصرية . والجيش المصري هو الجيش الوحيد الأقوى في المنطقة والمنظم والمصنف عالميا وهو جيش ردع لأن الجيوش تعد الدول للسلم وضمان الأمان وليس للحرب . فاذا اسقط الجيش سقطت الدولة في نفس اليوم فقد وقف الجيش المصري وتحمل سد الثغرة الأنمنية التي حدثت في 2011 م , أما جيوش المنطقة القوية فقد هزم الجيش العراقي وأضعف السوري .
وقد زرعت الطائفية في الشعوب لتقسيمها فقسمت سوريا والعراق وليبيا واليمن وفق مشروع برسم شرق أوسط جديد قدمه برنارد لويس في الثمانينات للكونجرس - وهو المتخصص في الدراسات الشرقية والمستشارلكلا من بوش الاب والابن وهو بريطاني المولد أمريكي الجنسية يهودي الديانة صهيوني الهوى و يبلغ من العمر الآن مائة عام - وقد أوصى للرئيس بوشض بالحرب الاستباقية وهي الحرب ضد دول لاتشكل في الحاضر خطرا وانما قد تشكل ذلك في المستقبل على الولايات المتحدة , وكان لتلك التوصية أثرها فقد تم تفتيت المنطقة بيد أبنائها .
وكان من مشاريع الغرب للمنطقة أن يقسم ساحل الخليج لشيعة وسنة , وتمحى دول الكويت والامارات وقطر والبحرين وتقسم لبنان لتسع دول والعراق لثلاث دول ومصر لخمسة وتمحى اليمن وتدخل في الحجاز وتؤسس دولة الاكراد وتمحى فلسطين وتؤسس دولة لجبهة البولساريو في المغرب العربي وتؤسس دولة البربر. ومصر غير قابلة للتقسيم ووفق طريقة المنهج المقارن مصر ستظل دولة الى ان يرث الله الارض ومن عليها فهي منذ عهد الملك مني في 3200ق.م وفي دراسات اخرى 3050 ق.م فمصر دولة بالمفهوم الحديث فلها عاصمة وحاكم وجهاز امني وعسكري واحد , وان ظلت العواصم تتنقل فمازالت موجودة ولم يحدث على مدار التاريخ هجرات جماعية خارج مصر , وعلى الرغم من المصريون ليسوا عرقا واحدا ظلوا على قومية واحدة . وساعد على ذلك النيل الرابط والحالة الاستثنائية التي لاوجود لمثلها . وبقي الجيش المصري يتصدى لأي محاولة للتقسيم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق