تابعوا صفحتنا على facebook

منارة التذوق

السبت، 19 ديسمبر 2009

الأحد 22/11/200م.








الأحد 22/11/200م.

صالون الدكتور زكي العشماوي ومناقشة المجموعة القصصية " في انتظار القادم", للكاتب محمدعطية .






النسبية في سرديات الزمان المكاني

********

دراسة في مجموعة " في انتظار القادم " لمحمد عطية محمود

الأستاذ الدكتور/ السعيد الورقي

في انتظار القادم مجموعة قصصية جديدة للكاتب محمد عطية، تقدم سرداً مغايراً وجديداً ومؤكداً على أن القصة القصيرة أصبحت شكلاً بلا شكل، ومؤكداً على أن القصة القصيرة هي الفن المتمرد دائماً، والحداثي دائماً والمتطلع إلى الجِدة المستمرة في القالب الفني لتقديم حكاية الحياة في أزمنتها وأمكنتها وحركتها وهي تتحول جميعها إلى لحظات اجتماعية مسكونة بالإنسان.
*
الحياة والإنسان عند محمد عطية، سعي كل يوم من أجل الاستمرار، يقدم من خلالها الكاتب مشاهد لعلاقات تتداخل أحياناً وتتصارع أحياناً وتتقاطع أحياناً أخرى، لكنها في كل حال صور للحياة من خلال الإنسان وصور للحياة داخل الإنسان، تتحرك به ومعه في أبعاد الزمان والمكان والنسبية.
*
الزمن في قصص المجموعة لحظات الفعل وعلاقات التفاعل وحركة التوتر والسرد. والكاتب لا يعطي قيمة كبيرة للزمن الخارجي الذي توقفت ديناميكيته؛ فالزمن المتحرك هنا هو فقط الزمن النفسي النسبي الداخلي الذي يتحرك بحرية وسيولة مراوغة في فضاء النص، وتابع معي حركة الزمن في أية قصة من قصص المجموعة، ولتكن قصة " دقات "، وانظر إلى علاقات الترابط بين أزمنة الفقرات، ستراها كما في غيرها أزمنة متداخلة في زمان واحد هو الزمان النسبي أو النفسي الذاتي:
" تتزامن تكات مفتاحك في طبلة الباب، مع دقات ساعة الصالة.. نحو الشباك المواجه، تترنح خطواتك.. تؤوب خطواتك بعد سكونها للحظة، نحو الكراسي.. تدور متلفتاً يحيط بك رنين الهاتف المتوالي.. يهتز رأسك بفروته البيضاء الخفيفة.. تتأمل الصورة التي صارت إلى يمينك.. تردد في داخلك.. تبتسم.. تترحم على أبيك.. عناوينك الوامضة لا تفارق رأسك.. تتقدم خطوة داخل الحجرة.. تستريح قليلاً.. تتنهد.. تتناول كوب عصير الليمون بالسكر.. حتى تعاود الساعة التي فوق رأسك دقاتها.. تتزامن مع صوت احتكاك حذاء طبيبك بآخر درجات السلم الصاعدة.. "
الزمن هنا زمن دائري، محوره الإنسان يبدأه من حيث شاء، ومن اللحظة التي يشاء على محيط الدائرة ليعود إلى زمن البداية من جديد، وما بين نقطتي البداية والالتقاء أزمنة كثيرة تتحرك ما بين الحاضر والماضي والمستقبل.
*
وتقدم حركة الزمن النسبي هنا في مراوغتها وسيولتها، حركة المكان الذي يتشكل في قصص المجموعة تشكيلاً مميزاً وجديداً وغير مألوف في السرديات القصصية التي بين أيدينا.
المكان في قصص محمد عطية، بطل سردي يتحرك بالزمن، ويتحرك بالإنسان، ويتحرك بعناصر السرد الأخرى من حبكة وصراع ومعنى، وهو مثل الزمن في قصص محمد عطية، مكان نسبي محمل بالبعد الإنساني ومتحرك بانفعالاتها.
وانظر إلى حركة المكان في بعدها النسبي في قصة مثل قصة " اختراق"، وأسوق هنا جزءً منها لترى كيف أصبح المكان سارداً، وكيف يتحرك من خلال النسبية النفسية:
" تتسلل خطواتك مرهونة بنظراتك الوجلة، حول محيط الحوض الشرقي.. من خلف حاجزه المسلسلة قوائمه المعدنية المتمايلة المتناثرة، بحلقات متشابكة. تهبط نظراتك مع درجاته الخرسانيةـ بلا ساترـ المتشبعة بملح الأرض من حولها والرمال الخشنة المتطايرة من رمَّالة المراشمة. تدور مع البروزات المتوازية بجوانبه الثلاثة، تخترقها السلالم المعدنية المتضمخة باللون الأخضر الطحلبي المنزلق؛ لتؤدي إلى الكتلة الأسفل منها.. كما تراءت لكَ في أسفارك الليلية، والتحمتَ بها، وجاهدتَ أنفاسكَ ومكامنك، كي لا تنزلق مع طحالبها.. وتهوي إلى قرار الحوض الذي بدا لكَ ممتلئاً تسعى فيه رايات بيضاء مشرعة.. تنحدر منك نحو الأرضية الموزعة فيها قواعد تحكم رسو ما تعطل من سفن... إلخ"
*
نقل محمد عطية، مركزية السرد من الإنسان، فنفى عنه سلطة الحكي والتحريك، فالإنسان في الفلسفات الحديثة لم يعد سيد الكون، وإنما هو عنصر من عناصر أخرى منوعة منها الإنسان. ومن هنا برز المكان كياناً سردياً يمكن أن تكون له سلطة الحكي وبطولة السارد، وهو ما يؤكده منذ البداية عنوان المجموعة وعناوين معظم القصص التي غلب عليها التنكير للشيوع والعمومية مثل " شرفة ـ صباح قباري المنور ـ اختراق ـ فواصل ضيقة ـ إفاقة ـ متاهة العارف ـ خارج السرب ـ تسلل "
ولمحمد عطية طريقته الخاصة والمبتكرة في تحريك المشاهد المكانية في زمنها الخاص. فهو يركب الجمل تركيباً متوالياً على نحو توليدي حيث تتوالد الجمل الوصفية من بعضها باضطراد متداعي:
" ترفرف الروح بجناحي الرهبة والمغامرة، بينما تجتاح قسمات الوجه قشعريرة تزم العينين اللامعتين بدوائر تشد معها ما حول الأنف وفوق الشفاه، النابت فيها زغب الشارب، لأعلى..( قصة "نصف حلم.. نصف روح" )
" يلتصق جسمك ـ متعامداًـ على حد الجانب المغلق للباب الحديدي، بالمدخل الرخامي البارد، وتتعلق يداك ـ متقاطعتين ـ فوق رأسك بأعلاه، وبنصف وجه.. تحدِّق بالداخل.. تخترق عينك اليمنى نحو شجيرات الورد على الجوانب.. تبحث ـ بحيرة ـ وسط وجوه باسمة وأخرى واجمة، متحلقة حول المناضد... إلخ ( قصة " طقوس.. للرؤية" )
*
القصة القصيرة عند محمد عطية، هي اللحظة الأكثر حيوية وامتلاءً بالحياة، والحياة هي كل عناصر الكون، وليس الإنسان فقط، الذي أزاحه الكاتب عن مركزية السرد إلى عناصر أخرى يمكن أن تكون لها البطولة وخاصةً الزمان والمكان.
وقد استطاع محمد عطية أن يقدم لحظة افتراضية يتداخل فيها الزمان بالمكان؛ ليصبحا نسجاً واحداً يمكن أن يحرك الحياة حركة نسبية في بعد جديد يتجاوز الأبعاد التقليدية.
*
هذا التصور الجديد للقصة القصيرة والحياة في حركتها وصياغة هذه الحركة، كان بحاجة بلا شك إلى لغة سردية جديدة وهو ما قدمه محمد عطية. فإلى جانب اتكائه على الشاعرية الانفعالية واعتماده على تقنيات تعدد الضمائر وتداخلها واستخدام أساليب المونتاج والكولاج، نجد هذه اللغة التوليدية حيث يجمع الكاتب في ترابط توليدي متداعي مجموعات من المصاحبات الدلالية لغوياً وضوئياً، لتدعيم الدلالة الانفعالية من ناحية، ولتقديم توافقات نغمية تقدم خلفية الحركة والصورة:
" انعكست الأنوار المنبعثة من مخادعها بترابيع السقف الصناعي على الحوائط اللامعة، وأرضية ممر
( العناية المركزة ) المزججة، اصطدمت بالخطوات الملهوفة للأحذية المدببة الكعوب... يتباين إيقاع تقابلها مع الأرض، نحو الباب العريض المغلق في نهاية الممر، يشع من خلال زجاجه ضوء فوسفوري خافت، تبرز أسفله عبارة ( ممنوع الدخول ) ... إلخ " ( قصة "غيبوبة" )
*
لقد أراد محمد عطية أن يقدم نصاً سردياً جديداً يحتفظ بالتقاليد الأدبية لفن القصة القصيرة مع طموح متمرد يرفض المألوف والتقليدي، فكان هذا السرد الجديد الذي قدم مشاهد وصفية لحركة الحياة بما فيها من لحظة وموقف افتراضي يتصل فيها الزمان بالمكان في بعد نسبي شديد الخصوصية.
وأعتقد أن الكاتب وفق في هذا بفضل إدراكه الواعي لحفيات فنه، وبفضل إحساسه الواضح بلغة الأداء وبفضل وعيه المتحفز للتمرد والمخالفة.
أ . د/ السعيد الورقي

















قصة قصيرة
*****

في انتظار القادم
******

انكمشت على جسدها الضئيل .. ضامّة ذراعيها على صدر المعطف الرمادي المفتوح على جلباب مشجر ، هابطة بذقنها .. تضغطها على صدرها . تتوارى لفة ( إيشاربها ) الأحمر داخل ياقة المعطف المرفوعة إلى مستوى ما فوق أذنيها .. توخزها البرودة الصاعدة إليها ، عبر الـ ( كرتونة ) التي تتربع عليها فوق أرض الرصيف .. تشمل ظهرها رعشة ، تدفعه قليلآ عن الحائط الرطب كلما استندت عليه .
أرسلت نظرتها ، التي مازالت طفولية ، معجونة بصبر اعتياد جلستها . .. تتخطى بها حدود و ارتفاع صندوقها البلاستيكي ، الرمادي الغامق ، تغطي سطحه لفافات الحلوى بألوانها الشفافة . حركت نظرات عينيها الزرقاوين ، أسفل جفنيها ـ المنتفخين قليلآ ـ يمنة و يسرة ، كقنفذ يخرج رأسه من بين كتفيه الضاغطين على رقبته .. تغالب طعم المرارة في ريقها .
ارتكنت نظرتها على اول قادم ؛ لتنشغل به ـ للحظات ـ عن إحساسها المتنامي ببرودة الجو . داعبها الأمل أن تستفتح به بيعها . خرج نداؤها من بين شفتيها الجافتين ، واهنآ مرتعشآ .... و عيناها لا تدركان أعلى من مستوى ارتفاع ركبتيه عن الأرض ، حتى مر و تركها ؛ لتسكن أنفها الصغير ـ الذي حمّرته هبات الصقيع على وجهها ـ رائحة ( الفول و الفلافل ) من كيس يحمله . ابتلعت ريقها ، و ما لبث أن عاودها الشعور بقرصات البرد .
تحسست جيوب معطفها ، الخاوية . لمحت صبي بائع الجرائد ( السرّيح ) قادمآ من بعيد . لوّحت له بإحدى لفافات الحلوى . همّت تنادي عليه ؛ كى يبادلها ـ كاعتياد مسبق ـ به ( ساندويتش ) يشتريه لها من المحل المقابل ، على الجانب الآخر من الشارع ، لكنه تحوّل عنها قبل أن يدركه نداؤها .
دست يدها في الجيب العلوي لصدر جلبابها . أخرجت ورقة نقدية صغيرة مطبّقة كـ (حجاب ) صغير . همّت تغادر مكانها ؛ كى تبادر إلى المحل ، و تعود مسرعة . باغتها خوف شديد على صندوقها ، تآلف مع رعب خوفها الدائم من مطاردة محتملة ؛ فقبعت مكانها .. تتطلع
ا لى لحظة اختراق شعاع الشمس لحجب برودة صباحها العنيدة.
محمد عطية محمود
الإسكندرية

متاهة الـ .. عارف

*****
ترمقني نظراتكم المتشككة ، ثم تتحاشاني متخابثة ، ثم تعود تحدجنى بقسوة أشعر بها ، و لا أراها ، لكن لا أبالى ؛ فأنا أدرك تماما كم أنا مختلف عنكم . كما أنكم لا تعلمون مدى ما أبذله كي أحيط بكل ما أعرف .
شرحت لكم مرارا كيفية عمل كعكة الفواكه ، التي أجيد صناعتها في الفندق.
انتظرني أيها المتشاغل بهذا المسمار الغريب ، بين يديك ؛ فأنت لا تعرف قيمته .أراك مستغربا .. سوف أقول لك .. هذه النوعية من المسامير لا يتم التعامل معها إلا من خلال آلية استخدام مفك خاص . كما أن له نوع من الـ..ورد الكاوتشوك التي تحكم تثبيته ، كما انه لن يفيدك في شيء . لكن قل لي أين وجدته ؟
دعه لي ؛ لأحتفظ به في شنطة عدتي ؛ سوف ينفعني .
أما بالنسبة للكعكة فاني ...
فاتنى أن أقول لكم أن تركيب هذا الجزء الهام من المروحة ، لا يتم بهذه الصورة العشوائية التي وضع بها الكهربائي بصمته الفاشلة عليها .
سوف أفكها حالا ، و أثبت هذا الجزء الذي يصدر أزيزا يكاد يفتك برأسي ، و أنا أتكلم .
و طريقة تقطيع الفواكه لا تتم بالطريقة العادية ، إنما تستلزم ...
آه .. هذه الأعراض المرضية التي تتهامسون بها ، و تمصمصون عليها شفاهكم أعرفها تماما ؛ فلي أصدقاء كثيرون يعانون منها . ما على الشاكي حيال هذا الأمر إلا أن يستعمل عقارا واحدا .. يريح المعدة ، و يهدئ القولون .. أعرفه جيدا .. سأدوّن اسمه في ورقة لمن يحتاجه ..
و كمية البيض التي تستلزمها الكعكة هي ..
لا لا .. هذه الأعراض التي تتكلمون عنها الآن ، مختلفة تماما ، و لا تستدعى أية نوعيات من العقاقير الطبية ؛ فانا أعرف عشّابآ جيدا .. سوف أعطيكم رقم هاتفه و هو ليس ببعيد .. معي كارتا شخصيا له .. أنظروا كم هو براق .. يمكنكم الاحتفاظ به ، و سأصف لكم أيضا المكان بالتحديد ، حتى لا تذهبوا إلى غيره ، ثم أنه لن يصف للعلاج أكثر مما وصفه لصديقي ، و هي وصفة سهلة أعرف مكوناتها .
نوعية مسحوق الخبيز مهمة جدا ، لا بأس أن تكون ...
هذه المباراة التي تتحدث عنها ، لم تكن في هذه البطولة ، بل كانت في بطولة سابقة ، و لم يكن الفريقان اللذين تتحدث عنهما ، كما أن اللاعب قد أحرز هدفين ، و ليس ثلاثة ، و لم يفز بالكرة الذهبية ، و الحكم كان أوروبيا و لم يكن أسيويا كما تقول .. أكرر .. هذا اللاعب لم يفز بأية ألقاب أخرى غير لقبه المحلى ، و لا تصدق غير ذلك .. أظنه كان من جيل ....
درجة حرارة الفرن مهمة جدا ، فمن المفروض ألا تزيد عن ...
على فكرة رائحة تسرب الغاز التي تشمونها الآن ، لا حل لها إلا فك جميع عيون البوتاجاز ، و وضعها في محلول خاص سوف أجلبه لكم . قد يقول أحدهم ، لابد من تغيير الصمامات .. لا لا .. ليس مهما ؛ فهي تكلفة زائدة .
و مدة مكوث الصينية في الفرن لا يجب أن تزيد عن نصف الساعة حتى تنضج كعكة الـ .....
التي تاه عن عقلي اسمها الآن ، لكنني أعرفه جيدا.

محمد عطية محمود
الإسكندرية


قصة قصيرة
******

في حضرة الرائحة
*****
تجتاح رائحة القهوة الذكية حواسي . ترتقي بي حدا بالغا من النشوة و الحضور . طوافها المنبعث دوما ـ من مكتب مدير العمل ـ يجذبني . يجعلني ألهث ؛ حتى أبلغ سببا من أسباب تواجدي بقربه ، و الاستمتاع بهذا العبق الطاغي ، مختلطا بأثير خاص .أعلم أنه يأتي ببنها خصيصا من محل شهير و عتيق بالعاصمة ، حال سفره المنتظم لحضور جلسات مجلس الإدارة.
تحدثني نفسي في حضرته بأنه قد يتفضل علىّ يوما بفنجان أزاوج به بين متعتي التذوق و الاجتياح . لكنه يتركني في لهاثي . ينشغل عنى في أوراق عمله المرهق ، فيما بين رنات تليفونه المتوالية . يترك معي أذنه ، و هزات من رأسه ، مع نظرات متواترة من خلف نظارته .. يواجه بها بسماتي الرقيقة المتوددة في حياء ، و عيني اللتين لا تفارقان ملامحه الجادة ، و تلذذي بالرائحة .
تؤلمني رؤية باب مكتبه مغلقا ـ حين يغيب عن العمل لأي ظرف كان ـ فلا أجد بدآ من ولوج مكتب نائبه ـ على مضض ـ بحثا عن تلك الرائحة أو شبيهة بها ؛ فتخذلني ردود أفعاله البطيئة ، و تصدني رائحة عطره الرخيص ، و تذهب حواراتي المبتورة معه أدراج الرياح ، و يتنامى شعوري بحاجز يفصلني عنه .
في الجامعة .. كانت بداية ولعي بزوجتي ، و بتلك الرائحة ، التي لا تنبعث إلا من مكتب أبيها ـ أستاذي في الجامعة ـ و ظل حلما عنيدا ، استعصى على التحقيق ، أن أظل ملازما له في حجرات هيئة التدريس بعد تخرجي كزميل أصغر . لكنني آنست الرائحة في بيتهم ، لارتباطي بابنته فور التخرج ، و طابت جلساتي بغرفة مكتب حمىّ ، و في معيته ، و ظلت تأسرني رائحة جديدة للقهوة الفواحة ، التي لم تكن فناجينها لتنقطع عن سطح مكتبه العريض ؛ لتوافد أصدقائه و معارفه من ذوى النفوذ و المناصب . لكنني لم أنعم بقربهم كثيرا ، و لم أحظ بطعم القهوة المراوغ ؛ لرقدته المباغتة حتى رحيله . و صرت أفتقد الرائحة في البيت الخاوي .
زملائي بالعمل.. يجمعهم المقهى المتواضع وقت الراحة ؛ فتعلو أصواتهم بالضحكات و الخناقات .. يحتسون ما شاءوا .. يدخنون .. يتفاعلون .. لا تضايقهم رائحة المقهى الخانقة ، و لا يبالون بأشياء كثيرة قد تحدث في محيط العمل ؛ فالجدران تهمس بأن المدير سوف ينقل ، و ربما كان لنائبه دور مؤثر في إدارة العمل . و مما لا يضيرني في شيء أن يدعوني ولعي الأثير إلى تجاوز ما بيننا من حواجز ، على أمل أن تغازلني تلك الرائحة في حضرته .
محمد عطية محمود / الإسكندرية ـ مصر

في حضرة الرائحة
*****
تجتاح رائحة القهوة الذكية حواسي . ترتقي بي حدا بالغا من النشوة و الحضور .
طوافها المنبعث دوما ـ من مكتب مدير العمل ـ يجذبني . يجعلني ألهث ؛ حتى أبلغ سببا من أسباب تواجدي بقربه ، و الاستمتاع بهذا العبق الطاغي ، مختلطا بأثير خاص .
أعلم أنه يأتي ببنها خصيصا من محل شهير و عتيق بالعاصمة ، حال سفره المنتظم لحضور جلسات مجلس الإدارة .
تحدثني نفسي في حضرته بأنه قد يتفضل علىّ يوما بفنجان أزاوج به بين متعتي التذوق و الاجتياح . لكنه يتركني في لهاثي . ينشغل عنى في أوراق عمله المرهق ، فيما بين رنات تليفونه المتوالية . يترك معي أذنه ، و هزات من رأسه ، مع نظرات متواترة من خلف نظارته .. يواجه بها بسماتي الرقيقة المتوددة في حياء ، و عيني اللتين لا تفارقان ملامحه الجادة ، و تلذذي بالرائحة .
تؤلمني رؤية باب مكتبه مغلقا ـ حين يغيب عن العمل لأي ظرف كان ـ فلا أجد بدآ من ولوج مكتب نائبه ـ على مضض ـ بحثا عن تلك الرائحة أو شبيهة بها ؛ فتخذلني ردود أفعاله البطيئة ، و تصدني رائحة عطره الرخيص ، و تذهب حواراتي المبتورة معه أدراج الرياح ، و يتنامى شعوري بحاجز يفصلني عنه .


في الجامعة .. كانت بداية ولعي بزوجتي ، و بتلك الرائحة ، التي لا تنبعث إلا من مكتب أبيها ـ أستاذي في الجامعة ـ و ظل حلما عنيدا ، استعصى على التحقيق ، أن أظل ملازما له في حجرات هيئة التدريس بعد تخرجي كزميل أصغر . لكنني آنست الرائحة في بيتهم ، لارتباطي بابنته فور التخرج ، و طابت جلساتي بغرفة مكتب حمىّ ، و في معيته ، و ظلت تأسرني رائحة جديدة للقهوة الفواحة ، التي لم تكن فناجينها لتنقطع عن سطح مكتبه العريض ؛ لتوافد أصدقائه و معارفه من ذوى النفوذ و المناصب . لكنني لم أنعم بقربهم كثيرا ، و لم أحظ بطعم القهوة المراوغ ؛ لرقدته المباغتة حتى رحيله . و صرت أفتقد الرائحة في البيت الخاوي .

زملائي بالعمل.. يجمعهم المقهى المتواضع وقت الراحة ؛ فتعلو أصواتهم بالضحكات و الخناقات .. يحتسون ما شاءوا .. يدخنون .. يتفاعلون .. لا تضايقهم رائحة المقهى الخانقة ، و لا يبالون بأشياء كثيرة قد تحدث في محيط العمل ؛ فالجدران تهمس بأن المدير سوف ينقل ، و ربما كان لنائبه دور مؤثر في إدارة العمل . و مما لا يضيرني في شيء أن يدعوني ولعي الأثير إلى تجاوز ما بيننا من حواجز ، على أمل أن تغازلني تلك الرائحة في حضرته .


الأربعاء، 16 ديسمبر 2009

الأحد 15/11/2009 م.

الأحد 15/11/2009 م.

منتدى الثقافة الرقمية ولقاء مع الدكتور مجدي سعيد ررئيس الرابطة العربية للاعلاميين العلميين , حول الثقافة العلمية على الانترنت , تقديم الأستاذ حسام عبد القادر.


رأى الدكتور سعيد أن الاعلام العلمي يقدم ثلاث مكونات رئيسية :
1 - الخبر .
2 - المعلومة " في أشكال مختلفة".
3 - التحليل والرأي .

وحدد وظائف الاعلام العلمي في :
* صياغة العقل " بالمعرفة والوعي وطريقة التفكير " .
* صيغة الوجدان " بالحب والحماس والشوق " , ولايتأتى هذا الا من خلال الأنشطة العلمية والتربية العلمية , وصياغة العقل والوجدان تكونان الثقافة لجميع طبقات الشعب , ثم تتحول الثقافة لنمط حياة وسلوك في طريقة التفكير وبالتالي يؤدي الى النهضة .

وذكر ايضا أشكال المحتوى العلمي , وهي : تحليلات , آراء , أخبار , مالتيميديا " صوت وصورة " , خدمية تفاعلية ( الجيل الثاني من webpage,وهي facebook , blogs) , تدريب .
وذكر نسب اصدارات الدول العربية من مواقع الانترنت العلمية التي تصدرتها السعودية بنسبة 18.2بالمائة ثم مصر بنسبة 16.9بالمائة .

وقد استعرض دراسة للدكتور وحيد مفضل بعنوان تشخيص حالة الاعلام العلمي , والتي تتناول 250 موقع اعلامي علمي عربي , واتضح فيها الآتي :
1- كثير من المؤسسات العلمية العربية ليس لها أي مواقع , مثل مراكز البحث العلمي والجامعات .
2- الاقتصار على جوانب الصحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبيئة .
3- أنها تحصل على مراتب متدنية في المواقع العالمية .
4- غير ممثلة على أدلة المواقع والفهارس .
5- بعض الدول لايوجد فيها اعلام علمي .
6- تدني مستوى الأداء شكلا وموضوعا ," لا يوجد محررين متخصصين ".
7- الاعتماد على المواد المترجمةوالمنقولة .
ثم شخص حالة الاعلام العلمي العربي , من خلال استقراء لخبرة الدكتور عبد الهادي العوفي – بكلية العلوم , جامعة تبوك – عن موقع الحياة البرية فاستخلص عيوبه في " عدم دقة المعلومات , استخدام الأسلوب الانشائي , غياب الدعم المادي , عدم التفرغ " .

ثم شخص حالة الاعلام العلمي العربي من خلال استقراء لخبرة الأستاذة صفاء كنج من وكالة الأنباء الفرنسية ومدربة في مجال الصحافة الاستقصائية في الآتي :
* الخلط ما بين الرأسي والوقائع .
* ضعف موثوقية مصادر المعلومات وعدم تدقيقها .
* توجد مشكلات في التعامل مع الأرقام والاحصائيات , " حيث لا توجد جامعة في الوطن العربي تؤهل للاعلام العلمي ".
* عدم التمكن من الموضوع الذي يتعامل معه الكاتب أوالمترجم .
* توجد مشكلات في الترجمة العلمية عموما .

وقد شخص الدكتور سعيد حالة الاعلام العلمي العربي من خلال استقراء لخبرته المهنية , وكان مشكلاته هي :

* محتواه عشوائي وغير متمل .
* موجه لشريحة سنية واسعة جدا .
* غياب المحتوى العلمي الموجه للأطفال .
* يغلب عليه النص .
* يغطي العلم العالمية دون العربية .
* لا يتحدث عن العلوم التي تنتجها المؤسسات العلمية العربية .

ثم تناول الرابطة المصرية للاعلاميين العلميين :
وقام بمجلس جديد ومشروعات جديدة عام 2009م, من خلفيات اعلامية مختلفة كمحررين هواة , وكان تواجدهم القانوني عام 2006م. وفيه أصبحت الرابطة عربية وليست مصرية فقط . وذلك بعد ثلاث أعوام من التأسيس عام 2003م.
ثم شرح رسالة الرابطة في أنها : منظمة اقليمية عربية غير هادفة للربح ,تسعى الى المساهمة في
احداث النهضة والتنمية في العالم العربي , من خلال النهوض بالاعلام العلمي العربي ,ودوره في اطار منظومة العلوم والتكنولوجيا .
وخلال ثلاث سنوات :
* تم اصدار دليل الاعلام العلمي العربي عام 2007م.
* تم القيام بالمؤتمر الأول للاعلام العلمي العربي عام 2008م.
* حصل على جائزة الاعلام البيئي المصري عام 2007, 2008م.
* حصل على جائزة الاعلام العلمي العربي عام 2008م.
* نظم عدد من " مقاهي العلوم " بالقاهرة عام 2007م.
* توفير عدد من منح حضور مؤتمرات علمية دولية .
* التوأمة مع الرابطة الامريكية للاعلام العلمي .
* الفوزبتنظيم المؤتمر الدولي السابع للاعلام العلمي عام 2011م.
* بلغ عدد الأعضاء 187 من 19 جنسية .


ثم تم انتخاب مجلس جديد في ديسمبر 2008م, برئاسة د. مجدي سعيد من مصر , وعضوية : زينب غصن من لبنان , حنان الكسواني من الأردن , بثينة أسامةمن مصر , حبيب معلوف من لبنان ,
د. محمدكمال من الجزائر , وكذلك عضو منالسودان .

وقد تم اعداد مشاريع جديدة :
* برنامج الزمالة المهنية في ديسمبر2009م. " رعاية زميل مبتدأ" .
* برنامج محاضرات علمية اليكترونية في ديسمبر 2009م.
* تطوير النظام الأساسي للرابطة في ديسمبر 2009م.
* دورتان تدريبيتان عن الاعلام العلمي والاعلام الجديد للمحاضر جون بوهانون , بالتعاون مع مركز تواصل للتدريب ونقابة الصحفيين وجامعة الأهرام الكندية في ديسمبر 2009م.











الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009



الأحد 8/11/2009م.

صالون الدكتور " محمود محمود الشال " , ولقاء حول العلاقات بين الشرق والغرب " 11" عن العلاقة بين " اليابان والغرب " . ادار اللقاء الأستاذ " أشرف خيري " باحث في التراث المخطوط .


بدأ الدكتور الشال محاضرته بالمقارنة بين امبراطوريتي اليابان والصين , فالصين امبراطورية مركزية يسيطر عليها الامبراطور فقط ثم أصبحت جمهورية , أما اليابان فكانت مقاليد الحكم ليست كلها في يد الامبراطور بل كانت هناك سلطات منافسة معترف بها مثل صورة لليابان من الفضاء
" شوجون " أو رئيس الوزراء
و وطبقة "ساموراي " التي كان لها دور في صناعة التاريخ الياباني ,
والامبراطور الياباني لم يكن مستبدا , أو حاكما مطلقا وكان منصبه شكليا .

أما أول من دق باب اليابان بالقوة هو "مستر بيري " قائد الأسطول
الأمريكي عام 1853م , لدخول اليابان في التجارة الدولية رغم أنفها ,
حيث أرادت الولايات التحدة الأمريكية الخروج من عزلتها التي
فرضتها على نفسها , حيث أحيطت بالمحيطين الهادي
والأطلنطي من الغرب والشرق , والشمال والجنوب بدول ضعيفة .
فأرادت ان تجعل من المحيط حلقة وصل بينها وبين اليابان ,
وعنما دخل مستر بيريه بأسطوله عرض على اليابان أن خريطة اليابان
تفتح بابها للتعامل مع الولايات المتحدة وأعطى لها مهلة
عاما واحدا , ولم ينس وهو يغادر ميناء يادو " طوكيو" الآن
أن يطلق المدافع كتحذير من مغبة عدم تنفيذ القرار , ولم يكن أمام

اليابان سوى الموافقة على طلب الولايات المتحدة , خاصة أن
بريطانيا قد دخلت حربا مع الصين وكسبتها , وقد عاد بيريه
في العام التالي 1854 م, وعقد معاهدة كاناجوا , وعلى أثرها علم اليابان
فتحت البلاد أبوابها أمام الغرب .

بعد توقيع الاتفاقية الأولى بسنتين، عرفت البلاد مقدم القنصل
الأمريكي الجديد "تاونزند هاريس"، (Townsend Harris) ختم الامبراطورية
قام الأخير بإعداد مشروع وثيقة جديدة تهدف إلى فتح مواني
جديد أخرى وكذا تسهيل التجارة وتحريرها من القيود. تمت
إعادة توقيع الاتفاقية من جديد في يوليو من سنة 1858 م،

وقد وقع عليها من الطرف الأجنبي كل من الولايات المتحدة
أولا ثم تلتها كل من إنجلترا، فرنسا وأخيرا روسيا.

ولكن اليابان لم تكن تميل للصدام مع الغرب , بل استفادت منه

وبدأت بذك نهضتها الحديثة في عهد الامبراطور المصلح ميجي ,
وقد أرسلت البعثات للدول الغربية , ورفع طلابها
شعار " قلدوا الأوروبيين ثم اسبقوهم " .
وأصبحت اليابان تقتبس من الغرب العديد من النواحي

فأنشأ لأول مرة مجلس نيابي وعرفت الجامعات والبنوك
وتوسعت حركة الترجمة وحدث الجيش والأسطول وغيرها من نماذج
الحياة الغربية . موقع طوكيو من اليابان

ويرى البعض أن اليابان دولة اقتباس وليست دولة ابتكار
ولكنها نجحت في اصباغ الصفة اليابانية على كل مااكتسبته
من معارف , وجعلت لا أحد يستطيع منافسة اختراعاتها .

وبالعصر الميجي بدأت نهضة اليابان الحديثة وقويت لدرجة

تحقيقها نصرا عسكريا على جارتها الكبرى الصين عام 1895م,
ثم نصرا عسكريا على روسيا عام 1904م.

ولكن سياستها مع الغرب تغيرت في القرن العشرين ,

وظهرذلك جليا في الحربين العالميتين . ففي عام 1914م الكيمونو الزي التقليدي
دخلت اليابان بجانب الحلفاء , وكان الدافع من ذلك انجاز
بعض الطموحات – حيث الدول الجزرية يغلب عليها الطابع
الاستعماري مثل بريطانيا - وقد بدأت اليابان تطالب الغرب
بدفع الفاتورة , وهي عبارة عن 21 مطلب , منها أن تستعين
الصين بمستشارين من اليابان , أن تحل اليابان محل المانيا
في مستعمراتها بالصين , وأن تقتطع من الصين منغوليا ومنشوريا .

لذلك عقد الغرب عام 1921م, مؤتمر واشنطن ليقضي على رجال ساموراي من معقل ساتسوما يراجعون بعض

تلك المطامح . واذا كان الغرب وقف ضد مطامح اليابان , الخرائط قبل احدى المعارك والصورة تعود الى الفترة
فقد نفذت اليابان ماأرادت باحتلالها منشوريا عام 1931م , التي عرفت بحرب بوشين 1869م.
وانشاء دولة مانشوكو المستقلة التابعة لليابان .

وعند قيام الحرب العالمية الثانية كان ذلك في عهد الامبراطور
هيروهيتو التي سيطرت وقتها على الحكم حكومة عسكرية
تورطت في الحرب العالمية الثانية وتركت الحلفاء
وانضمت للمحور " ألمانيا , ايطاليا " , حيث طمعت في
السيطرة على جزر المحيط الهادي ,مما دفع الولايات المتحدة
الى منع تصدير النفط لليابان ومنع مرور الأسطول الياباني
في المحيط الهادي , فقامت اليابان بضربتها على ميناء
بيرل هاربر التابع للولايات المتحدة بهاواي ,
وقد علق أحد المؤرخين الساخرين على ذلك
" بأن هناك قطعا من الأسطول الأمريكي نجت ,
وهي التي لم تكن موجودة " وقد اضطرت الولايات المتحدة
الدخول في الحرب , وعلق على ذلك ونستون تشرشل
رئيس الوزراء البريطاني بأن قال " الآن كسبنا الحرب " ,
محارب ساموراي في زيه التقليدي واللقطة عام
حيث يعلم مدى قدرة الولايات المتحدة على ترجيح كفة الحلفاء . عام 1860م.

وعندما انتصر الحلفاء على المحور في اوروبا في أبريل 1945م ,

ظلت اليابان مستمرة بحربها في المحيط الهادي حتي باغتتها
الولايات المتحدة بقنبلتين ذريتين على هيروشيما ونجازاكي ,
فاستسلمت اليابان .

ثم انشغلت اليابان بعد ذلك بالاصلاح الاقتصادي حتى

أصبحت عملاقا اقتصاديا وبها أربع بنوك من العشر
الكبرى عالميا . وقد حجمت الولايات المتحدة القوى
العسكرية والسياسة لليابان وان لم تستطع ذلك علميا واقتصاديا الامبراطور ميجي في زيه العسكري

بنك اليابان



جامعة طوكيو تأسست عام
1877م.







الامبراطور هيروهيتو




بيرل هاربر عام 1941م.














حشدت القوات اليابانية أسطولها من دون أن يتم رصدها
اتجاهها لبيرل هابر

صورة فوتغرافية التقطها طيار ياباني قبل الهجوم وتظهر الصورة قطع الاسطول الامريكي وهي ضرب بالطوربيد من الغواصات اليابانية .

اليابان اثناء الحرب العالمية الثانية
















البارجة يو اس اس بنسلفانيا تشتعل بها النيران بعد الهجوم الياباني











نتائج الهجوم الياباني ويظهر حطام المدمرتين " كاسان " و" داونز "
وخلفهما البارجة يو اس اس بنسلفانيا






السحابة الناتجة من اسقاط قنبلة نووية على نجازاكي وكان ارتفاع السحابة 18كم.







نصب السلام التذكاري في هيروشيما







الامبراطور اكيهيتو









برج طوكيو





طوكيو الآن





















































































































































































































































































الاثنين، 14 ديسمبر 2009








الأحد 1/11/2009م.

صالون الدكتور " محمود رشدي " , ولقاء حول أزمات متوقعة في الأسكندرية مدينتنا الحبيبة – ماهي الأزمة التي يمكن أن تحدث فيها ؟؟ كيف نضع سيناريوهات لمواجهتها ؟؟


أوضح الدكتور رشدي في ندوته أن الهدف منها التقليل من تاثير المفاجأة , لمحاولة الحصول على الاجابة الأساسية " ماذا لو ؟ " .
لذلك يجب أن نتدارس الأزمات التي وقعت ونتداركها , وسؤال أنفسنا " وهل يمكن أن يكون يكون الأداء أفضل ؟ " .
ويلاحظ أننا لانعاني من نقص في الموارد , بل اكتظاظ بها . حيث اليابان ذات الاقتصاد الضخم , لديها ربع موارد مصر .

أما بالنسبة لأزماتنا فيلاحظ أننا نتعامل معها بالقطعة , أو برد فعل مؤقت , لأن المسئولين يؤثرون السلامة , ويتحاشون المواجهة مادام الموقف يمكن أن يمر . مثل ذلك الموقف لاينتهي بل يصبح بؤرة جيدة لأزمة جديدة .
فلو أننا استفدنا من أحداث الفتنة الطائفية بالزاوية الحمرا وأبوقرقاص بالمنيا , لما تكررت الفتنة في محرم بك , شارع 45, سيدي بشر بالاسكندرية .

وهناك مشكلة في طريقة معالجة الأزمات هي " ادارة الأزمة " .
ادارة الأزمة هي أداة لمواجهة حل الأزمة , لذلك مطلوب في البداية السيطرة على الموقف . فاذا ظهرت أزمة ولم يكن لها مديرا , فان الأزمة ستخلق لها مديرا . الخوف من يظهر المدير الخطأ . مثال لذلك عبارة السلام 98 , حيث كانت أزمة تبحث عن مدير مناسب , وكذلك انفلوانزا الخنازير مثال للأزمة التي تبحث عن مدير مناسب .

أما بالنسبة لأزمات الاسكندرية فنجد أن معظمها متكرر. وهي كما يلي :

1- انهيارات المنازل متوقعة بكثرة في الاسكندرية , لأسباب عديدة منها : استيراد أسمنت غير صالح وجود محافظ لا يهتم بعدد طوابق العمارات , وانما يهتم بالحفاظ على نظافة وتنظيم الشوارع , فكان المخالفين من أصحاب العمارات يكتفون بدفع آلاف الجنيهات لخزانة المحافظة كغرامة والأخيرة بدورها تأخذ المال لانفاقه على تجميل المحافظة .

2- حرائق كبرى : مثل حريق مصنع النسيج بالنزهة , ووفاة 7 ضباط فيه اثر انهيارحطام المصنع عليهم بعد اخماد الحريق .

3- انفجار ماسورة مياه رئيسية : مثل ماحدث لشارع قناة السويس و بل ونجد تسريب المياه من تلك الماسورة يهدد مكتبة الاسكندرية القريبة .

4- حوادث صناعية كبيرة تسرب مواد خطرة : حيث الاسكندرية كانت تتركز بها 40 بالمئة من صناعات مصر الا ان تلك النسبة قلت الآن وعادة المدن الصناعية يتوقع حدوث كوارث صناعية بها , وحدث ذلك بالفعل عندما تلوثت الملاحات وبحيرة كينج مريوط , وعندما حدث تسرب في مخزن القوات البحرية بالورديان , وعانى الناس من حالات اغماء مفاجيء.

5- حوادث نقل قطارات , أوتوبيسات , .. وللأسف المحليات ليست مستعدة استعداد كافي لمواجهة هذه المشاكل ,
مثال لأزمة الادارة في المحليات حادثة قطار كفر الدوار حيث حدث ارتباك لسيارات الاسعاف , ووصل 1200كيس دم لم يستفاد منهم لأنه لم يوجد للأزمة . وقد حدث أن وصل بلاغ كاذب عن وجود قنبلة في فرع البنك الأهلي فرع صلاح سالم ,
وحالة الارتباك التي حدثت من الممكن أن تعطي للارهابيين صورة عما يحدث في تلك الأوضاع , فيكون ذلك جس نبض لقياس قدراتنا الحقيقية , ورد الفعل , وسرعة وآليات المواجهة .

6- الفتنة الطائفية : مواجهات أصبحت تظهر بين الحين والآخر مثلما حدث في محرم بك , شارع 45, سيدي بشر , ولم تقتصر الفتن بين الأديان بل دخلت بين أبناء الدين الواحد . ومن الممكن أن يزيدها أقوال غير مسئولة مثلما حدث في جريدة الأهرام من نشر لاعتناق أحد القساوسة الدين الاسلامي لأن هذا لايثير سوى نار الفتنة والوحدة الوطنية هي حجر الأساس لبناء مصر الحديثة .

7- الأزمة بين المواطن والدولة . حيث تدهور وانحسار في الخدمات الأساسية .

8- أزمة غياب العدالة : فأصبحت الرشوة طريق واضح لاختراق القانون , والأدهى أصبحت طريق للحصول على الحق .

9- متوقع سقوط طائرات : حيث المعيار العالمي عند حدوث أي خلل بالطائرة والهبوط بها هو19 ثانية لاخلائها , وهذا
لا يتوافر لدينا.

10- عبث بالمنتجات .

11- سلوك غير أخلاقي لشخصية مؤثرة في المجتمع .

12- انهيار في البورصة

13- قرارات حكومية غير مواتية

14- مظاهرات تخريبية : مثل أحداث الأمن المركزي

15- فراغ سياسي لوفاة رئيس الجمهورية, لأن الصورة غير واضحة لمن يسد الفراغ .

16- انهيار دستوري

17- انفجار توربينة في احدى توربينات السد العالي
وشرح مثالا لذلك أحد السدود في روسيا انفجر بها احدى توربينات السد هذا العام , فأوضحت للجميع تفاصيل الأزمة لمعالجتها , وشرحت الخسائر التي هي 76فرد من مئة كانوا متواجدين و 310 مليون دولار خسائر , وحدث تلوث مائي نتيجة لتسرب الزيت للنهر .
ودول العالم تتشارك مع بعضها لوضع سيناريوهات لادارة الأزمات , وق حضر الدكتور رشدي بنفسه اعداد 800 شخص في ايطاليا على حل أزمة " ماذا لو قام أحد الارهابيين بتلويث حمام السباحة ؟"

18- حجب الشباب عن المشاركة " أزمة الجمود في القيادات الرئيسية لقيادة المؤسسات .


19- انهيار جسر : مثلما حدث في زاوية عبد القادر
.

20- معالجة مبالغ فيها للأزمات مثل ارسال الفزع والهلع في الناس دون معالجة حقيقية لانفلوانزا الخنازير .

21- أزمة اسكان

22- أزمة مياه حيث متوسط نصيب الفرد 700م مكعب وحد الفقر هو 1000م مكعب سنويا . وفي الاسكندرية تهدر نصف المياه المنتجة تقريبا .

23- أزمة القبح : انتشار القذارة , القمامة , التبجح , عدم السلوكيات المهذبة . عدم التركيز على ثنائيات هامة مثل القذارة والنظافة والتمدن والتخلف الصواب والخطأ مثلما نهتم بالحلال والحرام .

24- أزمة السلوك الانساني : حيث فقداننا لقيم هامة مثل تقدير قيمة العمل . في حين ادركتها أمم غيرنا وسبقتنا بمراحل مثل اليابان
مثل اليابان التي يترجم عمالها اضرابهم عن العمل بزيادة العمل , حيث رأوا أن هذا من الممكن أن يسبب ارباك لمؤسساتهم .

25-أزمة متوقعة نتيجة العبث بطريق الكورنيش وهي قنبلة موقوتة صدرها الجيل الحالي للجيل القادم . شارك في عرضها الباحث رجب سعد السيد .

26-أزمة الفوضى لأننا محاطين بحصار من العشوائيات .


وهناك ُثلاث مبادئ أساسية لمواجهة الأزمات :


1- مواجهة الخوف والتردد.

2- التعرض السريع للأحداث .

3- تأمين الأرواح والممتلكات

أربع نريد تحديدها عند دراسة أزمة :

1- من هي القوي الصانعة للأزمة . مثل الحريق القوة هي النار .
2- ماهي العانصر التي ترتكز عليها عليها تلك القوة . مثل ماسورة تسرب غاز .
3- ماهي العناصر التي ترتكز عليها . مثل بترول , خشب .
4- كيف ولماذا نشات الأزمة " بعد انتهاءها" .

هناك ست طرق لمعالجة الأزمة بطريقة خطأ :
1- انكار الأزمة .
2- حل الأزمة جزئيا
3- كبت الأزمة
4- التهويم أوالتقليل من شأن الأزمة
5- مثل طريقة اظهار أرقام أصحاب البطالة
6- ترك الأزمة للزمن

وأتمني باذن الله أن تسجل ندواتنا بالصوت والصورة وخاصة أن الفيس بوك والمدونات لهما من الامكانيات مايمكن تحميلهما والعرض عبرهما . على فكرة دكتور محمود رشدي أرسل لي رسالة يطلب فيها تذكيرك بما طلبه منك .
الأربعاء 10/11/2009م.

جماعة تحوتي بالتعاون مع قصر التذوق سيدي جابر , ولقاء مع الأستاذ الدكتوركامل مغيث الخبير التربوي , حول دور المؤسسات التعليمية في نشر ثقافة التنوير.

رأى الدكتور مغيث أن فكرة التنوير قد تقف أمامها الاتجاهات الأيدلوجية , لأن التنوير هو عملية جهد ودأب شديد في مواجهة السلطات أو الأفكار السائدة والتراث .

ثم تساءل عن المناهج التعليمية السائدة وهل هي تدعم ثقافة التنوير . ولكنه رأى أن المناهج الحالية لاتدعم فكرة التنوير بدليل أن جميع المتطرفين تلقوا تعليما عاليا , ومنهم أيمن الظواهري خريج الطب , وصفوت عبد الغني خريج الاقتصاد والعلوم السياسية .
لأن نسق التعليم يقوم على الحفظ والتلقين والانصياع ولامكان فيه للابداع , والمعلم فيه سلطة , الكتاب سلطة , وبالتالي يكون المتعلم أداة في يد السلطة , على عكس التعليم الغربي الذي يعتمد على الملاحظة والدهشة والتعبير عن النفس والتحليل .

وللأسف أن مجانية التعليم أعدت كثير من المعلمين على عجل , حتى يرفعوا من عدد المتعلمين , وقد سافروا ايضا لبلاد النفط , وبدلا من التأثير فيها , أثرت ثٌقافة تلك البلاد عليهم . مما أثر هذا في الخطاب الديني .

وأصبحت المناهج تهمل حقبا تاريخيةهامة مثل العصر القبطي , الذي كان يوجد في الكتب على هيئة ثلاثةأرباع صفحة ,ثم أصبحت 6 صفحات , كما أن مادةاللغةالعربية موضوعات القراءة فيها متعلقةبالتراث الاسلامي والآيات القرآنية بالرغممنالطلبةليسوا كلهم مسلمين.

بل أن الامتحان أصبح الثقب الأسود في العمليةالتعليمية ,على الرغم من أن التعليم يكاد يكون الهم اليومي للجميع .