تابعوا صفحتنا على facebook

منارة التذوق

الاثنين، 9 أغسطس 2010

الأحد الموافق 8/8/2010م.

عقد يوم الأحد الموافق 8/8/2010م. جماعة تحوتي للدراسات المصرية المصرية بالتعاون مع قصر التذوق . لقاء مع الدكتورة هنادي مصطفى عبد الراضي . باحث بمعهد بحوث الاقتصاد ندوة سعار الحاصلات الزراعية .



أسعار السلع الغذائية و المحاصيل الزراعية
المزارع المستهلك
القطن السكر
الأرز الأرز
الذرة اللحوم
القمح الزيوت
قصب السكر البقوليات
الأعلاف

الأسمدة و مستلزمات الإنتاج
العمالة و الآلات





مقدمة :
إن أزمة الغذاء ظاهرة عالميّة تعود جذورها لعدد من الأسباب المُتفق عليها دولياً. ووفقا الى تقرير صندوق النقد الدولي (آفاق الاقتصاد العالمي للعام 2008) فإن استخدام المحاصيل الغذائيّة لإنتاج الوقود الحيوي مسؤول بنسبة 50 في المئة تقريباً عن الارتفاع في أسعار المواد الغذائيّة الأساسيّة بين سنتي 2006 ،2007 . كذلك، ساهمت حالات المضاربة في أسواق السلع في ظهور أزمة الغذاء الحاليّة وتُرجم هذا الواقع بارتفاع أسعار المنتجات الغذائيّة. وعلاوةً على ذلك، شهدت تكاليف النقل ارتفاعاً ملحوظاً إثر ارتفاع أسعار النفط العالميّة بنسبة تناهز 90 في المئة في الأشهر الإثني عشر الماضية، من 64 دولاراً أميركياً في شهر )مايو2007) إلى أكثر من 135 دولاراً في الشهر عينه من سنة 2008 . وتجدر الإشارة إلى أن أسعار النفط العالميّة المرتفعة أدّت أيضاً إلى زيادة تكاليف المدخلات الزراعيّة. وتشمل الأسباب الأخرى التي آدت إلى ارتفاع أسعار الغذاء تحسّن الظروف المعيشيّة في الصين والهند وغيرهما من الدول النامية، مما تسبب بارتفاع الطلب على الماشية والمواد الأوليّة، والتدهور السريع في قيمة الدولار، وشحّ الموارد المائيّة نتيجةً للتغيّر المناخي وسوء الأحوال الجويّة الذي يتسبب بتراجع الإنتاج الزراعي في العديد من المناطق.
و بعد انفجار الفقاعة العقاريّة منتصف العام 2007 انخفضت أسعار السلع العالمية و انخفضت معدلات النمو و ارتفعت نسب البطالة و ازدادت نسبة الفقر.


الأسعار العالمية
2006 أزمة الغذاء 2009 30/7/2010م نسبة التغير للأسعار مقارنة بأزمة الغذاء


السكر 328.3 374.7 461.7 416.23 11.08


لأرز 303.52 696.9 557.08 482.0 -30.84


لقمح 191.72 333.22 201.13 157.67 -52.68

(السعر
8
/8/
2010)



الذرة 121.59 190.71 161.34 157.57 -17.38

زيت عبادالشمس3.11 1300.93 1083.24 1092.30 -16.04
قطن ($/50كجم 63.57 70.78 75.61 92.59 30.81
لدواجن 1536.9 1913.4 1886.33 1979.5 3.45
وم 2567.2 2712.7 3009.2 3422.6 26.17









أهم مشاكل المزارعين فى مصر
1- مستلزمات الإنتاج:
· الأسمدة
يزرع الفلاح نحو 8.5 مليون فدان (3.5% من مساحة مصر ) يحتاج سنويا الي نحو 9ملايين طن أسمدة, نحو7 ملايين طن يتم توفيرها من خلال شركتين حكوميتين ھما أبوقير 70%, والدلتا30% بالاضافة الي2 مليون طن من الشركات الاستثمارية الخاصة. خلال الفترة 1998-2008 ارتفعت اسعار سماد اليوريا بنسبة %223 لليوريا العادية و 247 %لنترات النشادر و 275 % لسلفات النشادر وبشكل اجمالي فقد تضاعف سعر اليوريا من 495 الي1600 جنيها وسعر طن النترات من نحو 403 الي 1400 جنيها و سعر السلفات من 320 إلى 1200 جنيهاً وفي الاجمالي فقد وصل طن الاسمدة في الازمة المالية الي نحو 1500 جنيها . و حيث إن الأسمدة تمثل ما بين 20 إلى 25 بالمئة من تكاليف الإنتاج وتزداد في محاصيل الخضر لتصل إلى 30 بالمئة.
أعلنت وزارة الزراعة المصرية في نهاية فبراير 2010 رفعها لأسعار النترات بنحو 200 جنيه مصري (36.3 دولار أمريكي) للطن لتصل إلى 1400 جنيه (254 دولاراً أمريكياً) 600% ، بينما سعر طن أسمدة اليوريا بلغ نحو 1450 جنيهاً (263 دولاراً أمريكياً) في خطوة رآها البعض دليلاً على احتمالات التحرير. ويقدر دعم الحكومة المصرية للأسمدة سنوياً بـ700 مليون جنيه مصري (127 مليون دولار). أن الإنتاج محصور فى عدد قليل من المصانع مما يهدد بوجود ممارسات احتكارية إذا ما تم تحرير الأسعار، ويبلغ عدد المصانع العاملة فى مصر فى قطاع الأسمدة حاليا 17 شركة تمثل قاعدة صناعة الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية والمركبة باستثمارات تتجاوز 50 مليار جنيه. يتطلب تحرير أسعار الأسمدة تقديم دعم نقدى مقابل لذلك لإعانة الفلاح، حيث أن الحكومة اختارت عام 2010 لتحرير الأسعار وهو عام يتسم بهدوء الأسعار العالمية تأثرا بتداعيات الأزمة المالية العالمية إلا إنه مع تعافى الاقتصاد العالمى ستعود أسعار الأسمدة للارتفاع إلى مستويات أكبر مما سيلقى بعبء كبير على كاهل الفلاح. وبالإضافة إلى إنتاج الاسمدة تسيطر الدولة كذلك على توزيعها، وتسعى الحكومة فى الوقت الحالى .
· المستلزمات الأخرى
ارتفع سعر نوبة الري من نحو 1 جنيه إلي 2 جنيه وارتفعت يومية العامل في الزراعة إلي نحو25 جنيها في زراعة القمح وإلي نحو 20 جنيها في زراعة القصب و أصبح قيراط البرسيم يؤجر بنحو 60 :100 جنيها بعد أن كان 40 جنيها وزاد سعر جوال العلف إلي 55 جنيها بدلا من 40 جنيها. ارتفع إيجار الجرار الزراعي من 20 إلي 40 جنيها في الساعة الواحدة.عام 2009
2- القطن :
بلغت المساحات المزروعة بالقطن عام 1983 نحو 1.25 مليون فدان انخفضت الى نحو 920 ألف فدان عام 1996 ثم بلغت 2008 نحو 316 ألف فدان لتتراجع المساحات المزروعة بالقطن هذا العام عن مساحات العام الماضي، حيث بلغت نحو 220 ألف فدان بانخفاض 82.4%.
· أسباب تدهور المساحة ( التكاليف – السعر الزهيد –انهيار شركات الغزل )
3- الأرز ( المساحة المنزرعة – قرار وقف التصدير – ارتفاع دجة الحرارة – الأسعار العالمية التوريد لهيئة السلع التموينية و ربطه بالتصدير)
- بعد قرار وزير التجارة والصناعة والذي ينص علي استمرار حظر تصدير الأرز المصري حتي أكتوبر 2010 للحفاظ علي استقرار الأسعار وتلبية الطلب المحلي و يسمح لمن يورد لمؤسسة السلع التموينية بتصدير كمية من الأرز تعادل نفس الكمية التي تم توريدها لمؤسسة السلع التموينية وهو ما أدي إلي انخفاض شديد في أسعار المناقصات تسبب في خروج مضارب القطاع العام من المنافسة وتحقيق خسائر كبيرة و ادي ذلك الي حدوث تكالب في الحصول علي أذون التصدير بطرق مشروعة وغير مشروعة وبيعها للمصدرين وهذا ما يطلق عليه الآن تجارة أذون التصدير

- أن متوسط إنتاجنا السنوي من الأرز يبلغ نحو 8,2 مليون فدان واستهلاك الفرد يصل سنويا إلي 40 كيلو أرز باستهلاك 3.2 مليون طن سنويا , و تقدم مزارعى الأرز من خلال الشعبة بمذكرة عاجلة إلي وزير الري ، بسبب قرار خفض مساحات زراعة الأراضي الزراعية موضحة أن القرار يمثل تهديدا للأمن الغذائي. أن المساحة التي حددتها وزارة الري لزراعة الأرز والتي تقدر بحوالى 1.1 مليون فدان ينتج عنها محصول يقدر بـنحو 3.6 مليون طن أرز شعير، ينتج منه أرز أبيض يقدر بـحوالى2.2 مليون طن أرز فقط، في حين أن استهلاك الشعب المصري يقدر بـنحو 3.2 مليون طن أرز أبيض، وبالتالي سينتج عن هذا القرار عجز يقدر بـمليون طن، وقالت المذكرة إنه نتيجة لهذا العجز ستتحول مصر من دولة مصدرة إلي دولة مستوردة للأرز خلال 3 سنوات فقط.
4- قصب السكر و بنجر السكر
انخفض سعر طن بنجر السكر من‏400‏ جنيه في 2009 إلي‏270‏ جنيه 2010
وسائل النقل - انخفاض طاقة المصانع مقارنة بالإنتاج - عدم توافر شون تخزين بمواصفات قياسية
5- دعم المزارعين ( مشاكل بنك التنمية و القروض – تدنى موازنة الدعم الزراعى)
فقد بلغت تقديرات دعم المزارعين مبلغ ٢٦٣ مليون جنيه بمشروع الموازنة العامة للدولة للسنة المالية ٢٠١١/٢٠١٠ إلا أن مشروع موازنة السنة المالية ٢٠١٠/٢٠١١ استحدث دعمُا جديدا يتمثل فى تحديد سعر شراء للقمح المحلى يفوق السعر العالمى بما يقرب من ٦٠٠ جنيه للطن ، ويقدر إجمالى الدعم بحوالى( ١٢٠٠ -١٥٠٠ مليون جنيه) حسب الكميات الموردة كما يجب إضافة الدعم المقدر للذرة من خلال ضمان سعر توريد لطن الذرة يصل إلى ١٢٠٠ جنيه للطن أى بزياد ة قدرها٤٠٠ جنيه عن السعر العالمى ، ويقدر الدعم الذى ستتحملة الدولة للاعداد لاستلام محصول الذرة بحوالى ٢٠٠ مليون جنيه، يخصص لإتاحة الفراطات والمجففات اللازمة لمعالجة المحصول وتخزينة
6- التغيرات المناخية (ارتفاع درجة الحرارة )
إن المناخ الحار كان له أثر سيئ على زراعات الفاكهة هذا العام وعلى مدى العامين الماضيين وهو ما انعكس على حجم الإنتاج ورفع سعر التكلفة ومع تزايد حلقات التوزيع ارتفعت الأسعار على المستهلك حيث أثر ارتفاع درجات الحرارة على إنتاج العديد من الفواكه مثل العنب والتفاح والمانجو وهو ما أدى إلى تراجع كميات الفاكهة الواردة من المزارع إلى أسواق الجملة وبالتالى قلة المعروض منها رغم اتساع مساحات الأراضى المزروعة بالفاكهة خاصة المستصلح منها و نجد أن من أسباب نقص المعروض أن أغلب الكيماويات التى استخدمت كانت مغشوشة خاصة للعنب و المشمش و الزيتون

7- غياب الرقابة
غياب الرقابة الحكومية والمجتمعية على مغالاة التجار فى جنى الأرباح نتج عنه فوضى فى الأسواق تضرر منها المزارع والمستهلك بالإضافة إلى أن أسواق الخضراوات والفاكهة تشهد احتكارات واضحة فى ظل غياب رقابة لدولة.




المستهلك
1- التضخم
بلغ المتوسط السنوى لتضخم سعر المستهلك 11.7% فى 07/2008 وهو أعلى قليلاً (بنحو 0.5%) من نظيره فى العام السابق. وقد تزايد معدل التضخم من نحو 8.6% فى يونيو 2007 إلى نحو 20.2 % فى يونيو 2008 ثم وصل إلى أقصاه نحو 23.6% فى أغسطس 2008، وقد سجل التضخم فى الربع الأخير من 07/2008 معدلاً بلغ نحو 23.1% نظراً لانعكاسات الارتفاعات فى أسعار الطاقة والغذاء والضغوط من جانب الطلب المحلى. وبدأ التضخم فى التباطؤ اعتباراً من سبتمبر 2008 وبلغ إذ ذاك 21.5% ثم تناقص إلى 14.3% فى يناير2009، وإلى حوالى10% فى أغسطس2009 وذلك مع بداية الركود العالمى الذى أدى إلى تراجع أسعار السلع ومع تراجع أسعار الواردات مصحوباً بتباطؤ النمو الاقتصادى انخفض معدل التضخم لنحو 13% فى نهاية 08/2009
على الرغم من ارتفاع معدل الزيادة فى الأسعار خلال الربع الأول من 08/2009 – كمتوسط عام للفترة– ليصل إلى نحو 22.4 % مقارنة بمعدل أقل خلال الربع المناظر من العام السابق البالغ نحو 8.4%، إلا أن شهر سبتمبر سَجل تراجعًا فى معدل التضخم إلى حوالى 21.5 % على أساس سنوى،و استمر الاتجاه التناقصى ليصل المعدل إلى نحو 18.3 % فى ديسمبر ٢٠٠٨، و نحو 14.2 % فى يناير 2009 ثم انخفض لنحو 9.9 % فى مايو 2009 و عاود الارتفاع فى سبتمبر 2009 ليصل لنحو 10.8% ثم 103.3% فى نوفمبر 2009 ثم 13.6 % فى يناير 2010 و انخفض ليصل لنحو 12.2% فى مارس 2010
و لقد سجل معدل التضخم السنوي في أسعار المجموعات السلعية والطعام والشراب علي مستوي الجمهورية زيادة‏16,9%‏ في شهر يونيو 2010 عن شهر يونيو‏2009‏ وكانت نسبة التغير علي مستوي الريف‏15,2%‏ بينما وصلت علي مستوي الحضر‏18,5%.‏ و يلاحظ أن أعلي نسبة زيادة سنوية في أسعار الطعام كانت في الخضراوات حيث بلغت‏43%‏ تلتها الفاكهة بنسبة‏20.6%‏ ثم اللحوم والدواجن بنسبة‏18,8%‏ ثم الزيوت والدهون بنسبة‏10,8%‏ وكانت أقل نسبة زيادة في أسعار الحبوب والخبز بنسبة‏2,8%.‏


2- الاحتكار:
السكر (و نظراً لأن مصر تستورد ما يقرب من نحو 700 الف طن من السكر يحتكرها نحو 8 مستوردين فقط الأمر الذى يعكس مشكلة ارتفاع أسعار السكر خاصة مع استمرار بعض الأوضاع الاحتكارية بالسوق)
الأرز (و نظراً لأن تجار الأرز ينقسمون إلى أربع فئات أولهم المزارع و هو يتعامل فى نحو 25 طن سنوياً ثانيهم التاجر الصغير و هو يتعامل فيما يتراوح بين 100:150 طنا سنوياً و الفئة الثالثة هم التجار المتوسطين و يتعاملوا فبما يتراوح بين 500 : 2000 طناً سنوياً من الأرز أما الفئة الرابعة و هم المصدرين و يبلغ عددهم نحو 10 مصدرين فقط و يتراوح تعاملهم بين نحو 10 : 100 ألف طناً سنويا. الأمر الذى يعكس مشكلة ارتفاع أسعار الأرز خاصة مع استمرار بعض الأوضاع الاحتكارية بسوق تصدير الأرز المصرى)
الدقيق (و تعتبر مصر من اهم الدول المستوردة للقمح و مع ذلك فإن تجارة استيراد القمح يحتكرها نحو 5 شركات فقط الأمر الذى عكس مشكلة ارتفاع أسعار دقيق القمح و منتجاته خاصة مع استمرار بعض الأوضاع الاحتكارية بالسوق المصرى)
الزيوت (مصر تستورد ما يقرب من نحو 800 الف طن من الزيت يحتكرها نحو 5 مستوردين فقط الأمر الذى يعكس مشكلة ارتفاع أسعار الزيوت خاصة مع استمرار بعض الأوضاع الاحتكارية بالسوق)

3- الدعم للسلع التموينية:
-رفع سعر السكر التموينى من يونيو 2010 إلى 1.25 جنيهاً بدلا من 100 قرش
- التحول للدعم النقدى
و بمجرد ان تصل أموال الدعم الي الناس ستجد جميع الاسعار قد ارتفعت مع افتراض ارتفاع الأسعار العالمية خاصة للسلع الاساسية و مع وجود جشع التجار و الوسطاء و غياب الرقابة على الأسواق فسيظل السؤال الحائر هل سيتأثر الدعم بمعدل التضخم و ارتفاع الأسعار؟ الأمر الذى يستلزم مراعاة إعادة النظر فى قيمة الدعم النقدى و الأسر المستحقة للدعم كل 2-3 سنوات .
لذا فإن ادارة سياسة الدعم النقدي بكفاءة وعدالة، وتحديد المستحق للدعم بصورة صحيحة و ضمان وصول الدعم لمستحقيه و وسيلة توصيل الدعم النقدي اليهم أمور تتعلق بالنظم الادارية بحيث يمكن لمستحق الدعم ان يحصل علي نصيبه من خلال استخدام نظام الكروت الممغنطة من مكاتب البريد أو التأمينات الاجتماعية أو مع المرتب الشهرى مع ضرورة اتباع سياسة التحول التدريجي للدعم النقدي و ان لا يكون التحول فجائيا حتي يتقبل المواطن التجربة الجديدة. فإن الدعم النقدي يحتاج إلي تطبيق عدة آليات لتلافي السلبيات منها دقة الرقابة و ضرورة اطلاق الأسعار وتوفير مناخ للمنافسة الجيدة وعدم الاحتكار مع تعديل افساح المجال لزيادة أعداد التجار والمتاجر خاصة الهايبر والتجزئة مما يساعد علي زيادة عوامل المنافسة‏ وبالتالي خفض الأسعار‏.‏ و ذلك لضمان كفاءة التنفيذ لنظام الدعم النقدى
4- الأزمات الخارجية (الغذاء و الاقتصادية) و أثرها على الفقر
أثرت أزمة الغذاء العالمية لعام 07/2008 على معدل الفقر حيث رفعت معدل الفقر (2 دولار يوميا) إلى أعلى بـ 5 نقاط مئوية من 17.8% فى 06/2007 إلى 23% فى 07/2008. ومع ملاحظة أن عام الأزمة نفسه تحقق فيه معدل نمو اقتصادى يبلغ 7.2% وهو أعلى مستوى له خلال عقدين ، يتضح أن الأثر الايجابى لهذا النمو المرتفع على الفقر لم يكن كافيا لتعويض الآثار السلبية لارتفاع أسعار المستهلك.
أدت الازمة المالية إلى إنخفاض معدل النمو من 7.2% إلى 4.7% سنويا مقدرا فى 08/2009 وفى نفس الوقت إنخفاض معدل التضخم من 23% فى عام أزمة الغذاء إلى 11% مقدرا لعام الازمة المالية.و يتضح أن معدل الفقر (2 دولار يوميا) انخفض إلى 19.6% أى ينخفض بـ 3.5 نقاط مئوية بالمقارنة لعام أزمة الغذاء، كما ينخفض معدل الفقر (دولار يوميا) بأقل من نقطة مئوية واحدة. و يلاجظ أن إنخفاض الاسعار نتيجة للركود حال دون زيادة معدل الفقر بأكثر من 10 نقاط مئوية نتيجة لإنخفاض معدل النمو الاقتصادى.

التوصيات

1- إعادة هيكلة التعاون الزراعي القائم وهي الجمعيات والاتحادات الزراعية بما يتوافق وأنظمة الجودة الشاملة.تطوير التعاونيات يبدأ بتطوير الإطار التشريعي ولكنه لاينتهي به. و ذلك من خلال طرح تعديلات قانون التعاون الزراعي رقم 122 لسنة 1980 علي الرأي العام والمهتمين وجمعيات المزارعين مع الأخذ بآراء المزارعين ، لضمان خروج تشريع متوازن وعادل. حيث يعتبر التعاونيات الزراعية هى الركيزة الأساسية لقيام صندوق موازنة الأسعار.
2- إنشاء ما يسمي بالبنك التعاوني ويخصص لتمويل الأنشطة التعاونية الزراعية .
3- الهيكل التنظيمى لصندوق موازنة الأسعارو يشمل :
أ‌- المجلس القومى لصندوق موازنة الأسعار الزراعية يهتم بعملية التخطيط للسياسة العامة و يضم وزارة الزراعة و المالية و التضامن و التخطيط و العدل و الجمعية العامة للمحاصيل و الجمعيات التعاونية الزراعية.
ب‌- المجلس الإقليمى يتولى تنفيذ السياسات و الإجراءات المتعلقة بنظام الصندوق على مستوى المحافظات
ت‌- مكاتب للصندوق فى المحافظات و القرى بهدف الاتصال المباشر بالمزارعين
ث‌- أما فيما يخص تمويل الصندوق فيلزم له دفعة قوية من قبل الدولة لإنشائه بالتعاون مع الشركات الزراعية و المزارعين من خلال الجمعيات التعاونية.

التوصيات :
لذا توصى الباحثة بعدد من التوصيات يلزم اتخاذها قبل إنشاء الصندوق :
أولاً: سياسات إنتاج المحاصيل الاستيراتيجية:
1- العمل على تحديد سعر توريد مسبق للمحاصيل الاستيراتيجية و ذلك من خلال دراسة التوقعات المستقبلية للأسواق المحلية و العالمية و رسم سياسة استراتيجية لتصدير و استيراد أهم المحاصيل من خلال دراسات مستقبلية للأسواق العالمية .
2- الاهتمام بزراعة بنجر السكر خاصة فى زمام ترعة السلام على الجانب الشرقى لقناة السويس و مناطق القنطرة شرق و غرب و بحر البقر و المناطق الصحراوية بالساحل الشمالى التى تمتاز بالقلوية و الملحية لتحقيق اكتفاء ذاتى من السكر .
3-تشجيع الاستثمارات الزراعية و البحث العلمى و كذلك دراسة آليات لإقامة مجمعات صناعية زراعية متكاملة لزيادة القيمة المضافة للحاصلات الزراعية . و هو ما بدأت فيه وزارة التجارة مع وزارة الزراعة
4- العمل على التوسع فى توفير الصوامع و منافذ بيع المحاصيل بالقرب من زراعتها.
5- وضع برامج للعمل على تكامل زراعة القطن مع صناعة الغزل و النسج .
6- العمل علي دعم مستلزمات الإنتاج الخاصة بالقطن.
8- تلبية طلبات المغازل المحلية من حيث صفات الجودة العالية وزيادة عدد أصناف القطن المنزرعة مما يعطي مساحة أكبر للاختيار من جانب العملاء ومستوردي القطن المصري.
9- دعم الحكومة للبحث العلمي في شتي المجالات القطنية لتحقيق عائد مجزياً للمنتج.
10- الاهتمام ببرامج الفقر فى الريف للحد من نسبة الفقر و تحسين مستويات المعيشة .
11- فى ظل ارتفاع الأسعار العالمية و انخفاض الإنتاج المحلى مقارنة بالاستهلاك من السلع الغذائية المصنعة و احتكار استيراد الصناعات الغذائية المر الذى يتطلب معه تشجيع الاستثمار فى الصناعات الغذائية حتى يمكن للإنتاج المحلى منافسة المستورد منه.
12- ضرورة توفير الصوامع و المناسبة لتخزين الحبوب و ذلك باعتبار القمح من السلع الأساسية و ذلك لمواجهة التقلبات العالمية فى الأسعار من خلال وجود مخزون استيراتيجى.
13- العمل على تحديد سعر توريد مسبق للمحاصيل الاستيراتيجية و ذلك من خلال دراسة التوقعات المستقبلية للأسواق المحلية و العالمية و رسم سياسة استراتيجية لتصدير و استيراد أهم المحاصيل من خلال دراسات مستقبلية للأسواق العالمية .
14- ضرورة الاهتمام بزراعة بنجر السكر خاصة فى زمام ترعة السلام على الجانب الشرقى لقناة السويس و مناطق القنطرة شرق و غرب و بحر البقر و المناطق الصحراوية بالساحل الشمالى التى تمتاز بالقلوية و الملحية لتحقيق اكتفاء ذاتى من السكر .
15- ضرورة تشجيع الاستثمارات الزراعية و البحث العلمى و كذلك دراسة آليات إقامة مجمعات صناعية زراعية متكاملة لزيادة القيمة المضافة للحاصلات الزراعية .
16- دعم الاستثمار الزراعى فى دول حوض النيل. و العمل على دعم و تشجيع التعاون و التكامل العربى الزراعى خاصة مع ارتفاع فاتورة الغذاء لمعظم الدول العربية.
ثانياً: إصلاح التعاونيات الزراعية:
1-تطوير التعاونيات يبدأ بتطوير الإطار التشريعي ولكنه لاينتهي به. و ذلك من خلال طرح تعديلات قانون التعاون الزراعي رقم 122 لسنة 1980 علي الرأي العام والمهتمين وجمعيات الفلاحين ، لضمان خروج تشريع متوازن وعادل يضمن تحقيق الأهداف التي نطمح فيها لدعم وحماية الحركة التعاونية والزراعة المصرية.
2-تخفيف قبضة الجهة الإدارية وتركيز دورها في تسجيل الجمعيات ومراقبة تنفيذها للقانون وضع نظام إداري فعال وبرامج متكاملة لإدارة الموارد البشرية للقائمين علي الاتحاد العام والجمعيات التعاونية . من خلال دعم مبدأ الإدارة والرقابة الذاتية لأنشطة التعاونيات و دعم اللامركزية الإدارية والمالية لأنشطة التعاونيات.
3-التأكيد علي إدارة التعاونيات إدارة إقتصادية قادرة علي التنافس فى سوق الأنشطة الزراعية.
4-تمكين التعاونيات من الدخول في تحالفات إستراتيجية مع شركات الإنتاج الزراعي و مستلزماته و ذلك لخدمة أعضائها.
5- إنشاء ما يسمي بالبنك التعاوني ويخصص لتمويل الأنشطة التعاونية الزراعية.
ثالثاً: صنوق موازنة الأسعار:
1- العمل على وجود دعم حكومى لإنشاء صندوق موازنة الأسعار المزرعية.
2- تفعيل صندوق موازنة الأسعار بالنسبة لمحصول القطن.
3- الربط بين الصندوق و الدراسات المستقبلية للأسواق العالمية و المحلية.
4- وضع خطة لإنشاء صندوق موازنة الأسعار المزرعية من خلال برنامج زمنى محدد.
5- العمل على دراسة صندوق موازنة الأسعار لدى الدول الأخرى و خاصة البرازيل و الاستفادة من الجوانب الإيجابية و السلبية .
6- تفعيل دور الجمعيات التعاونية لإدارة الصندوق و ذلك بعد إعادة هيكلتها .

رابعاً للمستهلك :
تبين من الدراسة توقع استمرار زيادة أسعار السلع الاستهلاكية ، كذلك تأثر أسعار الغذاء مستقبلاً بالأسعار العالمية و معدلات التضخم و الهوامش التسويقية و من ثم فإنه يكون من المناسب لمتخذى القرار العمل على ما يلى:
1- التوسع في أسلوب مراقبة الأسعار: الذي قد يحد من ارتفاع الأسعار، لكن من شأن هذا الأسلوب أن يخلق تشوهات في الاقتصاد تكون نتائجها غير حميدة على المدى الطويل لذا يلزم ان يصاحب هذا الإجراء التوسع فى إنتاج السلع الغذائية و العمل على رفع نسبة الاكتفاء الذاتى.
2- إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية الأمر الذى يستلزم معه الاستثمار في البنية التحتية الزراعية وتحسين إنتاج المحاصيل الزراعية هي السبيل الوحيد للخروج من أزمة ارتفاع تكلفة الغذاء.
3- يتم توجيه كثير من النقد إلى تجار التجزئة و الجملة على دورهم في ارتفاع الأسعار الأمر الذى يرفع الأسعار المحلية لارتفاع الهوامش التسويقية ، المر الذى يستلزم تشجيع المنافسة من خلال تشجيع الاستثمار فى متاجر الهايبرماركت أسعار السلع الغذائية و المحاصيل الزراعية

الأربعاء 28/7/2010م















عقد بقصر التذوق يوم الأربعاء 28/7/2010م ندوة للباحث والاديب / رجب سعد السيد بعنوا ن احفاد رفاعة " تعريف بالمحور الثقافى الجديد المتخصص فى الترجمة وعرض لأهدافه ومناقشة مقترحات الرواد حوله " .
وقد بدأ بنبذة تاريخية عن الترجمة للغة العربية :
في العصر الأموي تمت عملية تعريب دواوين الدولة، وكذلك العملة المتداولة
منذ ذلك الحين ازدهرت اللغة العربية، وأصبح مقياس التعلم أن يتمكن الإنسان من قراءة اللغة العربية وكتابتها
l اجتذب ازدهار الثقافة العربية في الأندلس إعجاب المستعربين، فأقبلوا على تعلمها والاطلاع على إبداعاتها الثقافية بروح المتعلم لا بروح الناقد
l حظيت اللغة العربية بهذا الوضع المتميز أجيالاً عديدة إلى العام 1570م
l في زمن العباسيين أسس الخليفة المأمون بيت الحكمة لترجمة علوم الآخرين إلى العربية
l كان يدفع على ترجمة الكتاب ما يعادل وزنه ذهباً
l كما أمر بترجمة معارف السابقين إلى العربية، ولم يأمر بتعليم الناس اللغات الأجنبية، لأن الأمر الأول ممكن والثاني مستحيل

l لم يتوقف العرب عند حد نقل العلوم من سابقيهم، فبدأت حركة الابتكار العلمي قبل انتهاء حركة الترجمة
l أصبح الابتكار سمة التأليف العلمي العربي الإسلامي بداية من القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)
l كانت السمة الغالبة على التفكير العلمي العربي الإسلامي في مرحلة الابتكار هي إخضاع المصادر اليونانية للنقد والتمحيص
l جوستاف لوبون: ((أصبحت العربية اللغة العالمية للحضارة في جميع الأقطار التي دخلها العرب، بل حتى في أوربا ((
l ماسينيون: ((المنهاج العلمي انطلق أول ما انطلق باللغة العربية ومن خلال العربية في الحضارة الأوربية))، و ((اللغة العربية أداة خالصة لنقل بدائع الفكر في الميدان الدولي، واستمرار حياة اللغة العربية دولياً هو العنصر الجوهري للسلام بين الأمم في المستقبل))
l استمر اهتمام أوربا بالعربية لعصر متأخر: قررت السويد تعليمها في العام 1636 وروسيا في العام 1769 ودخلت العربية أمريكا قبل الاستقلال بمائة عام حيث دخلت جامعة هارفارد في العام 1640
l انحسر مد العربية عن مسرح الحضارة العالمية بسبب توقف المنطقة العربية عن التقدم
l لكنها بقيت لغة حية بفضل القرآن الكريم
l هي واحدة من بين اللغات القليلة المعتمدة في هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها
l هي لغة 235 مليون نسمة، وتقع بذلك في المرتبة السادسة عالمياً من حيث عدد المتكلمين بها، فتتقدم بهذا على الفرنسية والألمانية والإيطالية والبرتغالية واليابانية
التحديات التي تواجه اللغة العربية في عصر العولمة
l تحديات مجهرة:
الحصر في دائرة الأدبيات
التقديس والارتباط بالدين
تقهقر المستوى في المنظومات التربوية
l تحديات مضمرة:
الادّعاء بعدم قابلية تمثل العلوم
التهميش من الداخل والخارج
سطوع نجم العاميّات

واقع الترجمة من العربية وإليها
l عدم إدراج الترجمة في سياسات التنمية العربية
l إقصاء اللغة العربية من الجامعات العربية بمختلف فروعها
l عزوف النخب العربية عن الخوض في مشروع قومي لدعم الترجمة والمساهمة فيها
l غياب التنسيق وقنوات التواصل بين المؤسسات المعنية وأهل الاختصاص لتوصيف وتقنين التجارب والبحوث
l إهمال البحث في مجال تكنولوجيات الترجمة وحوسبة اللغة والترجمة الآلية
المترجم في مجتمع المعرفة
l تصورنا للترجمة، استحالة حوسبتها أم حتميتها؟
l مستقبل المترجم في مجتمع المعرفة، هل هو كائن مهدد بالانقراض أم أنه سيتحول إلى مجرد تقني مختص؟
l ضبط وتيرة العمل مع الإيقاع المتسارع للإصدارات المعدّة للترجمة
l ضرورة التوجّه نحو التخصصات الدقيقة في شتى صنوف المعرفة
الترجمة إلى اللغة العربية
الإشكاليات:
l غياب الإحصائيات الدقيقة من حيث الكمية والنوعية
l الاقتصار على ترجمة الآداب والإنسانيات
l انعدام الاحترافية في ممارسة المهنة
l ضعف التنسيق بين دور ومؤسسات الترجمة والنشر العربية
l ضحالة الترجمة العلمية
أسئلة مفصلية:
l ماذا نترجم؟
تحديد الأولويات من منطلق التحديات المرتقبة ومشروع المجتمع المأمول
l كيف نترجم؟
تحديث اللغة مع الاستغلال الأمثل لتكنولوجيا المعلومات والاتصال (تطوير تقنيات الترجمة الآلية)
l لمن نترجم؟
الترجمة مشروع حضاري واستراتيجي يمس كل الشرائح الاجتماعية والفكرية
l ماذا نترجم؟
تحديد الأولويات من منطلق التحديات المرتقبة ومشروع المجتمع المأمول
l كيف نترجم؟
تحديث اللغة مع الاستغلال الأمثل لتكنولوجيا المعلومات والاتصال (تطوير تقنيات الترجمة الآلية)
l لمن نترجم؟
الترجمة مشروع حضاري واستراتيجي يمس كل الشرائح الاجتماعية والفكرية
الترجمة وإشكاليات مواكبة مجتمع المعرفة
l مشاكل تتعلق بالوسائل التقنية والموارد البشرية الكفيلة بتطوير استعمال تكنولوجيا المعلومات لأغراض الترجمة
l مشاكل تتعلق بتكوين المترجم وتأهيله للدخول في الاحترافية
الترجمة كتخصص
l تغيير النظرة إلى الترجمة على أنّها ترف أدبي حكر على الضالعين في فنون اللسان
l إدراج نقد الترجمة كمبحث للدراسة والتدريس
l وضع مسارد توثيقية للطفرات الإبداعية لجهابذة المترجمين لدواعي الإثراء اللغوي والتكوين
l التركيز على استعمال المعلوماتية وتكنولوجيا الاتصال في الترجمة إنتاجاً وتكويناً


الخلاصة :
يتطلّب استنهاض حركة الترجمة في العالم العربي لأغراض التنمية والتواصل:


l الإرادة السياسية في دعم التعليم العالي باللغة العربية وتطويرها
l النظرة الشمولية لواقع الترجمة من منطلق عربي واسع
l النظرة الاستشرافية للترجمة من منظور مجتمع المعرفة
l تكوين الخبرة
l توفير المال


اللغة العربية في العالم العربي .:































أجزاء من الندوة :


الخميس، 5 أغسطس 2010

الأحد 25/7/2010م.




أقيم يوم الاحد 25/7/2010م في اطار صالون الدكتور "محمد زكى العشماوى" الادبى ومركز النقد الأدبى بالقصر , لقاء مع الاستاذ الدكتور " السعيد الورقى " أستاذ الأدب العربى بكلية الأداب والدكتور محمد عبدالحميد أستاذ الادب العربى بكلية التربية, حول مناقشة المجموعة القصصية "حرج الاعرج " للأديب على الفقى .


من اليمين الدكتور محمد عبد الحميد , الكاتب علي الفقي , الدكتور السعيد الورقي


نبذة عن مجموعة حرج الأعمى للقاص على الفقي

في متن المجموعة القصصية الرابعة لعلي الفقي، " حرج الأعرج "*، تبدو جليا، إشكالية الانكسار بشقيها المادي والنفسي، حيث يتوغل هذا الحس في أغلب النصوص إن لم يكن كلها، مؤسسا ومؤطرا لرؤية الكاتب المستمدة من واقع يفرض طقوسه وظلاله على نفسيات شخوصه؛ مما يضعهم على محك التعامل الصعب، المحمل بالتوتر والترقب واليأس، والسوداوية في أغلب الأحوال، وربما لاح أمل كبصيص نور ينفلت من بين ثنايا الحكاية / المسرودة، في الوقت الذي تطل فيه الشخصية الساردة كمعول أساسي من معولات البناء الفني للنصوص ، و الذي يبدأ ـ غالبا ـ منطلقا من اللحظة / الحالة النفسية لذات السارد ، و الذي ربما كان مشاركا في الحدث السردي سواءا بالفعل ، أو بحكم التواجد الإنساني على أرض هذا الواقع ، و هذه النصوص / القطع الحياتية التي تمتح من ذات الواقع بصدق و حميمية قد تصل من فرط الإحساس بها ، و الالتصاق بها إلى حد التطابق ..



وقد قدم الدكتور محمد عبد الحميد دراسة لمجموعة حرج الأعرج بعنوان " حميمية الحكى الإنسانى" . رأى فيها أن على الفقى قدم فى هذه المجموعة القصصية من خلال أربع عشرة قصة تجربة سردية لها خصوصيتها من حيث الموضوع المعالج ، والتعبير الفنى الكاشف . كما تقدم للقارئ مذاقا له خصوصيته حينما يشف التعبير عن الموضوع فتجد نفسك تلمس موضوعات دون أن يفصلك عنها تعبير لغوى مغاير كأنك ترى الماء وتلمسه بيديك دونما أن ترى الزجاج الذى يحويه .

وبعفوية فى اختيار الموضوعات يكتب القاص على الفقى هذه التجارب بلغة أكثر عفوية ، قريبة المأخذ ، محققة التواصل والتعايش بين القارئ والموضوع المقروء إلى درجة الألفة والحميمية المؤنسة .

وأشد ما يلفت متأمل المجموعة برمتها هى مجموعة من الملاحظات التى ينبغى تسجيلها فى صدر هذه المقالة المتواضعة :
لعل أولها هو اختياره الذى عمد فيه إلى نماذج بشرية قل من يلتفت إليهم أو يسلط عليهم الأضواء الكاشفة أو قل من يشعر بظروفهم الطاحنة ومعاناتهم المستمرة ، غير أنهم – وهذا هو اللافت - راضون بقسمتهم قانعون بقدرهم دون شكاية ولا تململ ، إنهم من اصطلح على تسميتهم على المستوى الاجتماعى (المهمشين ) ، كعامل الحمَّام الأعرج الذى لم يلتفت أحد من المسؤلين أو حتى المحيطين بمأساته حينما فقد عمله تبعا للمتغير الذى طرأ وألغى الحمام العمومى الذى تماهى معه وأصبحا كالشئ الواحد مصيرا وحالا كما فى قصة ( حرج الأعرج ) .

غير أن المرأة التى تنتسب إلى تلكم الشرائح المهمشة فى مجتمعنا تعيش أبد الدهر فى قاعه ، لا تكاد ترى نور الشمس يغازلها ، ولا تطمع إلا فى بقاء واقعها الاجتماعى على حاله رغم سوئه .

ففى قصة ( مقاعد خالية ) يوقفنا القاص على تلك المرأة البسيطة التى لا مقعد لها فى هذه الحياة أو فى قطار الحياة الذى احتوى على زحام المتعبين ، وأخذت السلطة الزائفة المقاعد لأنفسها سواء التى هى فى خدمة الشعب أو الأخرى الدينية الشكلية التى لا روح فيها أو مضمون ، وتظل المرأة حاملة فى يد ثمرة تتشهى قطفها منذ سنوات عجاف وفى الأخرى تحمل ضعفها وقلة حيلتها .

وفى قصة ( الحارسة ) التى تتوحد فيها الحارسة مع البناية التى تحرسها ولا تسلم هى الأخرى من قهر السلطة المالكة للعمارة ويؤول بها الأمر فى النهاية إلى قيد الجبيرة من أثر سقوطها .

كذلك فى قصة ( خالتى نبيلة ) يظل نموذج المرأة المقهورة واضحا ، وهى التى تعودت أن تحمل أثقال الآخرين دون أن يشعر أحد بثقل ثديها الخبيث . والملاحظ فى النماذج الثلاثة الأخيرة أن هؤلاء النسوة لهن دور لا تؤديه غيرهن ، غير أنهن شقيات يرزحن تحت وطأة القهر الاجتماعى وخصوصا فى ريفنا المصرى الذى لا يزال يشهد خضوع المرأة لشبكة من الضغوطات النفسية والاجتماعية .

الأمر نفسه نلحظه فى قصة ( وقفة ) ، ففيها نموذج مشابه لهذه النماذج الثلاثة ، غير أن قصة (الشقيقات الثلاث ) تكشف عن لون آخر من المعاناة الأنثوية فى بيت خيمت عليه العنوسة والكآبة بعد رحيل أخيهن عنهن مختاراً غير عابئ . والقاسم المشترك الأعظم الذى يجمع بين تلكم النسوة هو بحثهن عن حقوقهن الضائعة سواء أضيعها المجتمع بتقاليده وقيمه أم ضيعها الأهل والأقارب .
ولعل ثانى أهم هذه القضايا الموضوعية التى عولجت فى الآن ذاته هى قضية الموت الذى لا مفر من حتميتة . غير أنه كالوحش الأعمى الذى يتخطف منا فرائسه دون أن نتوقع أو نعلم من الأمر شيئا ، فطارق بطل القصة المعنونة باسمه يظل طائر الموت يدور فوق رأسه حتى يقتنصه فى عنفوان العمل لأجل استمرارية وجوده فى الحياة مخلفا الأسى للراوى والصديقين " صلاح ومحروس " يجترون شريط الذكريات لا تبارح أعينهم صورة مريم ابنته الوحيدة ، ولا يزال طارق يطرق دائما مشاعرهم فيهزها حتى لا ينمحى وينسى وسط زحام الحياة . وتظل المجموعة تعيد العزف على ذلك الوتر الموجع فى قصة ( وصل أخير ) . كما يخايل الراوى شبح الموت فى غمرة تأنقه كما فى قصة ( الرجل والطائر ) . هذه الموضوعات وغيرها من موضوعات إنسانية تشعرك أن الكاتب يعالجها من داخلها بلغة حكائية حميمية ، مؤكدة فى الآن نفسه قرب المسافة الشديد بين الكاتب والراوى لدرجة التطابق أحيانا وكأنها لقطات حياتيه عاشها المؤلف أو هو على الأقل جزء من نسيجها ، مركزا فى غير موضع من المجموعة على فكرة طالما يقع أسيرها الإنسان ، وهى أنه - غالبا - ما يتحرك متأخرا ، ويبحث عن أشياء ولكن بعد فوات الزمان ويدرك قيمته ولكن ( لات ساعة مندم كما يقول العرب ) ، كما فى قصتى ( أخ وحيد ) و ( ضوء قمر غير مكتمل ) .

وعلى مستوى البناء الفنى يأخذ المكان والزمان ضلعين أساسين فى بناء القصة ، ليس على أسلوب المنحى الكلاسيكى الواقعى وإنما بالإفادة من تقنية المكان والزمان الجديدة فى القص ؛ فالمكان ليس إطارا للأحداث فحسب إنما جزء عضوى له جماليته ، فالقطار فى قصة ( مقاعد خالية ) أضحى مجتمعا قائما برأسه فى نحو يشبه الاختزال ، إنه المجتمع المهمش حتى بما يضمه من سلطات وأفراد غير أنه يسير ويمارس حياته رغم بؤسها . ويقدم الراوى لوحة وصفية يتوقف عندها السرد ، حينما يصف حالة من الفوضى والبؤس والفقر الذى تنتشر رائحته بالعشة التى يسكنها عامل الحمام الأعرج وزوجه العجوز ، وفى أحد أجزاء هذه اللوحه الواصفة تواضع غرفته يقول "... تحت السرير شباشب قديمة ،أوراق صفراء لجرائد من سنوات بعيدة تكسرت بين أصابعى بمجرد لمسها .. صفحة من دفتر تأمين صحى قديم .. صورة للفناجيلى لا يبدو منها سوى اسمه تحت الفانلة الرمادية المتسخة .. تذكرة قديمة لقطار الصحافة المتجه للعاصمة بعشرين قرشا .. طاقية صوف نقرشتها الفئران .. بقايا ايصالات كهرباء وماء .. محضر حجز ادارى على تليفزيون أبيض وأسود وفاء لدين أجرة الحجرة . " وكما يفيد الراوى من تصويره لمكان المولد فى قصة ( ضوء قمر غير مكتمل ) ؛ حينما يقترب المكان منه تتعالى أصواته كما فى التقنية السينيمائية المعروفة . كذلك يأخذ المكان بعدا جماليا حينما يكون شاهدا على الزمان المنصرم ( الزمن الجميل ) فالحمام يمثل رمزا لوجود الأعرج وبقائه فى هذه الحياه مجترا ذكرياته معه ، فحينما ألغى الحمام يكاد الأعرج هو الآخر يكون قد ألغى من الحياة .

وبوابة العمارة فى قصة ( الحارسة ) تمثل وجود الحارسة وحياتها ، وحائط الأمان من قهر الزمان .
وعلى مستوي السرد فإنا نرى الكاتب كثيرا ما لعب لعبة استعادة الزمن والاسترجاع ، وظل على طول قصصه يراوح بين زمن الغياب وزمن الحضور ، مؤكدا إفادته القصوى مما يسمى فى زمن السرد " الزمن النسبى وطرقه البنائية " ، ففى قصة ( حرج الأعرج ) يستحضر لنا الراوى مشاهد طفولته مع عامل الحمام - وهو معه الآن فى الزمن الراهن - ، وفى قصة ( خالتى نبيلة ) نراه يملئ فجوات المتن الحكائى بمعلومات من خلال ارتحال الذاكرة إلى الوراء وإلى الأمام ، وفى قصة ( الرجل والطائر ) يستعيد الراوى شريط الذكريات وأحداث الحياه الممتدة لدى إحساس لاذع بالموت القادم ، وفى قصة ( طارق ) تصوير دقيق لازدحام الأحداث وإيقاعها ، واسترجاع مواقف حياتيه من الماضى مع طارق لاتصالها بموضوع الحاضر ، وهكذا تظل الحركة البندولية لزمن الحكى بين الماضى والحاضر مستمرة فى قصص المجموعة محققة نشاطاً سردياً ملحوظاً وتواصلاً فاعلاً بين القص والقارئ .
غير أن هناك ارتباكا فى سرد الأحداث ولغة السرد قد نال أحياناً من بعض قصص المجموعة ؛ وأظنه راجعا الى الخطأ اللغوى فى الأساس ، نلحظ ذلك جليا فى قصة ( الرجل والطائر ) وفى هذه أظنه راجعاً إلى ترتيب الأحداث على مستوى المتن الحكائى ثم إعادة تشكيلها على مستوى المبنى الحكائى .

وعلى العكس من ذلك فان الكاتب برهن على امتلاكه القدرة فى السرد الفنى للأحداث فى معظم قصص المجموعة وأضرب مثالا بقصة ( ضوء قمر غير مكتمل ) حيث جاءت القصة جيدة فى ترتيب أحداثها وحبكتها فى سلاسة وانسيابية غير ملبسة .

كما أن عنوان المجموعة فى ظنى غير دال بدقة على قصص المجموعة خاصة استخدامه للفظ ( حرج ) ، ومع ذلك فالمجموعة قد استخدمت لغة واقعية تنسجم مع موضوعاتها وإن كان بمقدور الكاتب أن يصوغ الحوار والسرد كليهما بالفصحى ، إلا أنه اختار لغة تراوح بين هذا وذاك .

وعلى أية حال فالمجموعة جيدة وحضور الكاتب فيها جلى بشخصه وأصدقائه مما يؤكد على أن الواقع الاجتماعى والإنسانى معينا وافرا لمن يمتح منه خامات لإعادة تقديمها فنيا .

نشكره على ما أتاحه لنا من وقت ممتع لقراءة محموعته ، متمنين له التوفيق فيما يستقبل من أعمال أخرى .
أما الدكتور السعيد الورقي فقدم دراسة بعنوان "علي الفقي والتجديد في السرد الواقعي" . رأى فيها أنه منذ الستينات وكتاب القصة يحاولون بأساليب مختلفة أن يخرجه عن دائرة الحكي في أبنيتهم السردية . ومع أن بعض الأعمال التي قدمت كانت أعمالا مبهرة وممتعة فنيا , الا أن الاشكالية التي ارتبطت بهذه الأعمال التجريبة كانت في ضيق مساحة التلقي , فلم تستطع هذه الأعمال أن تلقي الترحيب والتأييد من جمهور الناس , فخسرت مصداقيتها في الالتقاء بالناس والتوصيل , وتأتي الاشكالية هنا من حيث ان فنون السرد قبل كل شئ فنون جماهيرية تقوم أولا وأخيرا على الحكي وما يتصل به من سحر خاص متصل بالقوانين الفطرية في الانسان .
ونماذج علي الفقي نماذج انسانية بيسيطة وعادية ممن تصادفهم كل يوم في حياتك اليومية , يبحثون
في دأب متواصل عن أسباب الحياة التي يمارسونها بحب مع ماضيها آحيانا من قسوة لكنهم يدركون أن السيطرة على هذه القسوة هي لذة الحياة ومتعتها . والؤية في مجموعة حرج الأعرج رؤية واقعية انسانية . تقدم صياغة حركة الانسان في سعيه الانساني مسلما بكل القيم التي حفظتها ذاكرته وتتمثلها بوعيه . من هنا امتلأ الفضاء السردي بمفردات الواقع في حضوره الانساني .

حرج الأعرج بعنوانها التقليدي الذي يتوافق ايضا مع سائر عناوين المجموعة القصصية الأخيرة لعلي الفقي 2010م. قدمت فنا حقيقيا يؤمن بالحكي وبقدرته السحرية التي توفر للناس عالما سحريا من الآلام والمخاوف والأحلام والرغبات , فتخلق لهم حياتهم كما يريدون , في لحظات توترها المؤلم والذيذ والمدهش والمخيف بيم مايحدث ومايريدون .

استطاع علي الفقي أن يقدم هذا الحكي المتفرد الذكي من خلال مهارة حكواتي فنان متجدد الفهم والاحساس .
اجزاء من الندوة :

































الأربعاء، 4 أغسطس 2010

الأحد 18/7/2010م





















اقيم يوم الأحد 18/7/2010م صالون الدكتور" محمود رشدى " , ولقاء مع الاستاذ الدكتور" شريف قنديل" تحدث فيها عن كتابه " كنتم عايشين ازاى ؟ " .

والدكتور شريف قنديل في سطور هو :



تخرج من كلية العلوم بجامعة الاسكندرية , والتحق بعدها بجامعة " لانكستر " بالمملكة المتحدة , حيث حصل على الدكتوراه في مجال التحليل الطيفي للمواد , واثناء دراسته بجامعة لانكستر كان رئيسا لاتحاد الدارسين المصريين بها . وبعد عودته الى الوطن تدرج في السلك الجامعي بجامعة الاسكندرية , كما انتخب عضوا بمجلس ادارة نادي أعضاء هيئة التدريس بالجامعة , ورئيسا للجنته الثقافية .

وقد تقلد العديد من المناصب الأكاديمية رئيسا مؤسسا لقسم علوم المواد وعميدا لكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي ورئيسا للجمعية العربية لعلوم المواد .

وهو مؤلف ومحرر لمايزيد على عشرة كتب تتعرض لموضوعات علمية متبايتة منها : الجامعة والصناعة , الكتابة العلمية , الكيمياء في حياتنا , أوزريس وجلجامش .

حصل الدكتور قنديل على جائزة البحث العلمي والميدالية الفضية " 1984م" كما حصل على جازة جامعة الاسكندرية التقديرية وميداليها الذهبية " 2002م" .


مقال جريدة الدستور حول هذا الكتاب :
http://dostor.org/culture/books/10/june/25/20400



اجزاء من الندوة :

http://www.youtube.com/watch?v=HvtHSlOaRXM

http://www.youtube.com/watch?v=EZ-6pUVt6z8

http://www.youtube.com/watch?v=bQ_rPLeusEY



http://www.youtube.com/watch?v=6C6yRJA6K1k

http://www.youtube.com/watch?v=BRv1hpSThUg

http://www.youtube.com/watch?v=4ODTDp1PMGo

http://www.youtube.com/watch?v=WZ9DxCQ_O1I


http://www.youtube.com/watch?v=KGNGoAUbc0w


http://www.youtube.com/watch?v=zOHQyBITSAE



http://www.youtube.com/watch?v=cX4nhoqoFTM



http://www.youtube.com/watch?v=j4yz2AtYMuk

http://www.youtube.com/watch?v=cBM-FHWLk_w