عنيبة بوابة مصر الجنوبية
النوبة جزء غال وغني من أرض مصر كل شبر من نيله و أرضه يحكي قصص المجد والحضارة والجمال , جزء غال من أرضنا اردنا أن نعرف ونٌعرف غيرنا عن وهذا ما قدمه القسم الثقافي لقصر التذوق سيدي جابر التابع للقصور المتخصصة التابعة للادارة المركزية للدراسات والبحوث التابعة للهيئة العامة لقصورالثقافة في صالون نوبيات يوم الخميس الموافق 17/12/2015 وندوة عن بلاد النوبة القديمة عنيبة لفريق نوبيديا في مبادرة بوستة 46 وهم كغيرهم من الشباب النوبي الواعد الذي أراد تقديم النوبة من كل أوجه جمالها ولم يكتف بما علق ذهننا عن نوبتنا الجميلة من أغاني وألحان ورقص و منتجات يدوية ليتفق مع أهداف صالون نوبيات والذي نتمنى لهم أن يوفقهم الله في رسالتهم لنقل صورة عظيمة عن النوبة .
قدم في البداية الباحث رائف أسامة عضو فريق نوبيديا الذي عرف الفريق , الذي قدم مجموعة مشاريع منها البوستة 64 ويحكي عن البلادان النوبية التي كانت تمر بها البوستة والبوستة هي وسيلة انتقال كانت تربط النوبة السودانية بالمصرية , ومشروع صندلية وهو صالون ثقافي الذي استقبل كتاب مثل فتحي جاير ويحيي صابر صاحب كتاب النوبة الغريقة , وقد أوجز تاريخ أبريم وهو الحصن النيلي للنوبة التي كانت لها مملكة مستقلة في ذلك الوقت أمام هجمات مصر الفرعونية ثم الرومان ثم أمام الفتح العربي حيث كانت تمثل حصنا مسيحيا , ثم تناول تاريخ عنيبة دار الحكم في النوبة السفلى خاصة في عصر الدولة الحديثة , ثم شاركه في السرد التاريخي الباحث محمد صلاح والباحثة شاهندة عز , كما تحدث شباب النوبة الواعد عن فريق بصمة خير وهو فريق يهتم بالنواحي والمساعدات الاجتماعية سواء لأبناء النوبة أو لسائر المصريين فالهدف هو تقديم الخير لكل ابناء مصر .
واذا أوجزنا تاريخ عنيبة نجدأنبلدة عنيبة
القديمة (قبل الهجرة)تقع على بعد 240 كم جنوب أسوان ، و كانت تشغل الجانب الشرقى و الغربى
من النيل، و كان اسمها القديم"ميعام".
التاريخ القديم
لعنيبة "ميعام"
1) أقدم الآثار
التى عثر عليها هناك تدل على وجود جماعة سكنية فى عصر المجموعة الثانية (B) المعاصرة للعصر العتيق فى مصر(3200-2800 ق
م)
2) فى نهاية الأسرة
السادسة المصرية حوالى (2200 ق م) عندما استوطن قوم المجموعة الثالثة C فى المنطقة التى بين الشلالين الأول و الثانى
نجد ان عنيبة اصبحت بجوار" دكة" أهم بلدة ممثلة لهذا العصر و كان بها حصن
و مدافن( الجبانة N ) . و فى هذه الفترة أيضا كانت عنيبة مركزا لعبادة
الاله( حورس سيد ميعام) .
3) فى عصر الدولة
الوسطى اسرة 12 ( 1991- 1785ق. م) أقام سنوسرت الاول حصنا هناك، جدده و طوره سنوسرت
الثالث و أقيمت جبانة معروفة بالجبانة S
.
4) فى عصر الهكسوس
( 1730- 1530 ق.م) ضعفت قوة مصر و زادت قوة النوبة ، و أنتعشت حضارة المجموعة الثالثةC من جديد و ظهرت عنيبة بشكل بارز.
5) أما أزهى عصور
عنيبة "ميعام" فهو عصر الدولة الحديثة (1552- 1050 ق.م ) حيث تم تمصير النوبة
على أيدى الفراعنة أحمس و تحتمس الأول و تحتمس الثالث. و هنا ظهرت عنيبة كأكبر المراكز
الادارية فى النوبة السفلى ( المصرية) ، و لعب أبطالها دورا بارزا فى التقدم الذى أحرزته
مصر فى عصر الدولة الحديثة ، ومن هؤلاء الأبطال ( فى عصر الفرعون توت عنخ آمون)
1340 ق.م .
1) حقا نفر: أمير
عنيبة ، ولد حقا نفر فى توشكى و لكنه دفن فى عنيبة رغم أنه درس و تربى فى القصر الملكى
فى طيبة ، حيث كان من عادة فراعنة الدولة الحديثة احضار أبناء أمراء الأقاليم التى
تحت حكم مصر ليتم تربيتهم فى العاصمة طيبة مع أبناء الفراعنة ليتشربوا بالثقافة و الديانة
المصرية فيظلوا على ولائهم لمصر عند رجوعهم لبلادهم.
و عموما فان طراز
المقبرة و النقوش التى بداخلها، و ما عثر عليه من آثار بها، يدل على تغلغل الحضارة
المصرية فى النوبة.
توجد صورة لتمثال
( أوشابتى) لحقا نفر فى كتاب متحف النوبة ص 54
2)بنوت: و هو نائب
ابن الملك فى كوش فى عصر الملك رمسيس السادس ( قرن 12 ق. م ) و قد كان رجلا ثريا، فقد
تقلد منصب رئيس رجال المناجم ( مناجم الذهب بوادى العلاقى ) .
و كان اقتصاد النوبة
أفضل حالا من اقتصاد مصر التى كانت تعانى من سوء الأحوال الاقتصادية فى عصر رمسيس السادس.
كما كان يحمل لقب
المدير العظيم لبيت المال للملك، و عمدة بلده عنيبة، و لقب مدير معبد الاله حورس صاحب
ميعام.
كان كعادة النوبيين
أمينا و مخلصا للملك ، فأقام له تمثال فى المعبد ، فكافأه الملك بأن منحه طبقين من
الفضة ، لأن الفضة كانت أغلى من الذهب فى النوبة ( بلاد الذهب).
هذا الامير نوبى
الأصل كما ذكر الدكتور عبد المنعم أبوبكر، فى كتابه الصغير بلاد النوبة، و كما ذكر
الاستاذ زكى سعد عند الكلام عن عنيبة، لذلك فانه اختار عنيبة مكانا لاقامة مقبرته الهامة
جدا ووجه الاهمية يكمن فى الآتى:
1) أهم آثار عصر
رمسيس السادس ، فهى الوثيقة الوحيدة التى تقدم لنا فكرة واضحة عن علاقة مصر ببلاد النوبة
فى هذا العصر المظلم من تاريخ البلاد .
2) لفرط أهميتها
فقد قامت هيئة الآثار المصرية بتقطيعها و اعادة بنائها فى مكانها الحالى فى الفترة
من ( 1961 – 1965 م) باسهام من الولايات المتحدة الأمريكية.
3) با نحسى: نوبى
كما هو واضح من اسمه و الذى يعنى النوبى أو السودانى، و هو من عنيبة و الذى وصل الى
أعلى منصب ممكن أن يصله موظف و هو ابن الملك فى كوش ، و ذلك فى أيام رمسيس الحادى عشر.
و هو منصب فى غاية
الاهمية و الخطورة، و قد نفرد له مقالا فيما بعد
كان عصر رمسيس
الحادى عشر ( 1098 ق.م) قد تميز بسوء الاحوال الاقتصادية و الفساد الادارى وانهيار
القيم الدينية و الاخلاقية و انفلات الأمن فى مصر كلها ما عدا النوبة، التى تمتعت تحت
قيادة با نحسى باستقرار أمنى واقتصادى ، فقد كان با نحسى قائدا لأكبر قوة عسكرية فى
مصر كلها، و كان تحت امرته ذهب النوبة و جنودها البواسل. لذا فقد استعان به الملك رمسيس
الحادى عشر لصد غارة قام بها رجال من قبيلة المشوش الليبية ، فتصدى لها با نحسى و هزمها.
و كان مخلصا فى
ولائه للملك لذا فقد استعان به الملك لاعادة الامن فى مصر ، فجاء بجيشه و قام باجراءات
أمنية قوية حققت استتاب الأمن، و بهذا استحق أن يكون بطلا لعصر النهضة أو اليقظة أو
اعادة البعث و التى ميزت السنوات الأخيرة من حكم رمسيس الحادى عشر.
ورغم أنه يملك
القوة و النفوذ الا أنه لم يحاول استغلالهما ليثب على عرش مصر و يغتصب الملك كما فعل
حريحور ، الذى جاء كابن للملك فى كوش بعد با نحسى ، و بالطبع فان حريحور لم يكن نوبيا
، ليضرب لنا با نحسى أروع الأمثلة فى الأمانة و الولاء لمصر و التى يتمتع بهما كل نوبى
الى الآن.
أما عن تاريخ عنيبة
الحديث ( قبل التهجير)
أما فى العصر الحديث،
فقد أخذت عنيبة شهرتها لعدة أسباب :
1) أصبحت المركز
الادارى لبلاد النوبة بعد أن كان المركز فى الدر، مما جذب اليها أبناء القرى المختلفة
مثل ابريم و توماس و عافية و كلابشة و ابو هور و قرشة و محافظات الصعيد لذا هى مدينة
كوزموبوليتان.
ولكونها مركزا
اداريا فقد كان يفد اليها العمد و المشايخ و الخفراء لنقل أخبار قراهم و الأحداث التى
تقع فى حدودها.
2) وجود المدرسة
الابتدائية 1934 م نقلا من الدر، و التى كانت مركز اشعاع حضارى ، فقد كانت المدرسة
الابتدائية الوحيدة حتى أربعينات القرن الماضى .
و كانت تستقبل
فى صفوفها ابناء منطقة تمتد من أسوان حتى داخل أراضى السودان ، لذا فقد استقبلت أبناء
السودان و الصومال و أريتريا.
3) بلغت المساحة المنزرعة فيها 3000 فدان تزرع بالمحاصيل
المختلفة، من حبوب و خضر و فواكه . و كان لوجود العدد الكبير من الموظفين و المدرسين
فى أن يجد المزارعون سوقا لتوزيع انتاجهم الزراعى .
جانب من الندوة
بعض الصور لآثار عنيبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق