تابعوا صفحتنا على facebook

منارة التذوق

الخميس، 13 أغسطس 2015

الأحد 9/8/2015



 الدكتور محمود الشال والأستاذة شيماء النكلاوي 

















        صالون الشال والعلاقات المصرية الروسية 



 أقام القسم الثقافي لقصر التذوق سيدي جابر بالتعاون مع الصالون التاريخي للدكتور محمود الشال ندوة بعنوان " العلاقات المصرية الروسية " . يوم الأحد الموافق 9/8/2015 في لقاء تميز بالحضور لطلبة الدراسات العليا للتاريخ والمهتمين به وادارت الندوة الأستاذة شيماء اسماعيل النكلاوي مدرس مساعد بقسم العلوم الاجتماعية تخصص تاريخ ومعاصر بكلية التربية جامعة الاسكندرية . 

وفي بداية اللقاء استرجع الدكتور الشال بدايات الصالون عام 1997م واثنى على الأستاذ أشرف خيري باحث التراث المخطوط بجامعة الاسكندرية  الذي كان صاحب فكرة الصالون ومديره طوال تلك الأعوام . 
واستهل الدكتور الشال حديثه بالمرور سريعا على تاريخ الأمتين العريقتين "المصرية والروسية " المصرية صاحبة التاريخ الممتد في جذور الانسانية وصاحبة الحكومة المركزية الموحدة ذات العاصمة  منذ عام 3200 ق.م تقريبا , وذات الحدود التي لم تختلف تقريبا منذ ذلك الوقت وايضا الامبراطورية الروسية ومايجمع الأمتان من روح الشرق وفي بعض الأحيان يكون التلاقي في نواحي مثل :"الآداب . موسيقى . علوم ...." وهما يملكان اسماء خالدة في تلك المجالات . 
ورأى الدكتور الشال أن الدب الروسي كان ينجذب للمشرق العربي فيما يسمى بمبدأ الزحف للجنوب " من ترك المياه الباردة للمياة الدفيئة مما اوقعها في صراع مع الدولة العثمانية التي ورثت الامبراطورية البيزنطية  وعاصمتها القسطنطينية - وريثة الامبراطورية الرومانية - وكان ذلك منذ بدايات العثمانيين الذين نظروا لأوروبا الشرقية والاتجاه غربا بداية من  أورخان ثم مراد الأول وبايزيد ثم كان الازدهار في عهد محمد الفاتح بفتح القسطنطينية  أما روسيا فكانت تطمع في ارث الدولة البيزنطية ورأت أنها الأحق به لاتحاد الامبراطوريتين في مذهب واحد" المذهب الارثوذكسي " وقد ظل الصراع بين العثمانيين والروس حتى مابعد الحرب العالمية الثانية ونهاية الدولة العثمانية  وكان لروسيا دور في الصراعات والفتن التي حدثت عام 1784م في مصر بعد وفاة شيخي البلد علي بك الكبير 1773م ثم محمد بك أبو الذهب 1775م وانقسام البيوت المملوكية الى فريقين . وكلن لمحمد علي الفضل في ارسال بعثة لروسيا تضمنت أربعة أفراد لدراسة فن التعدين والمناجم  .


   أما العلاقات الرسمية فقد بدأت 26 أغسطس 1943م في عهد الملك فاروق الأول أثر افتتاح أول سفارة روسية في القاهرة , وكان ذلك متوقعا حيث كانت الحرب العالمية الثانية على وشك الانتهاء  وبروز روسيا كقوة عظمى , ثم ماتبع ذلك من حرب باردة وانقسام العالم لمعسكرين شرقي وغربي أو شيوعي ورأسمالي .

  أما على الصعيد الاقتصادي فكانت أول اتفاقية عام 1948 م ,  ثم ازدهرت تلك العلاقات بعد قيام ثورة يوليو التي عادت المعسكر الغربي الذي ظهر بعد اتفاقية بروكسل عام 1949م , لوجود بريطانيا وفرنسا فيه .  
     وقد غلب الطابع العسكري على التعاون المصري الروسي وقد ساعدت روسيا مصر في 97 مشروعا اقتصاديا لهم منافع عسكرية مثل السد العالي ومصانع الحديد والالمونيوم وربط المدن المصرية بالكهرباء , وكان لروسيا دور في العدوان الثلاثي على مصر حيث هددت بضرب لندن وباريس بالسلاح النووي اذا لم ينتهي ذلك العدوان وهددت آيضا بارسال متطوعين سوفييت لمصروان لم يدخل هذا التهديد بالطبع في حيز التنفيذ تحاشيا في الدخول في صراع نووي مع الولايات المتحدة . وكانت العلاقات المصرية الروسية في عهد جمال عبد الناصر ممتازة في وقت احتاجت في مصر الى روسيا عسكريا وثقافيا حتى أنه في احدى السنوات بلغ عدد الطلاب المرسلين الى معاهد روسيا 218 طالبا - وكان بالطبع من طلاب احدى تلك البعثات الرئيس السابق مبارك مما يفسر العلاقة الودية التي سادت بين مصروروسيا في عهده ,  وكان ذلك أكثر ممن سبقه ألا وهو الرئيس السادات , ولروسيا دور معروف آيضا فهي من حذرت مصر من الضربة الأولى لاسرائيل على الرغم روسيا كانت أول من اعترف باسرائيل وكان وراء ذلك اليهود الذين أشاعوا انهم اغتيال القيصر الروسي الكسندر حتى يتم طردهم لباقي دول أوروبا فيشكلون عبأ على أوروبا - وهم من يملكون اقتصاد الدول التي يعيشون على أرضها ويطلبون الامتيازات دون تقديم خدمات فهم يهود أولا من أهل البلاد ثانيا - وينتهي ذلك  بالاعتراف بدولة اسرائيل وتهجير يهود اوروبا اليها . وبعد الهزيمة عام 1967 م دخلت مصر مرحلة الاستنزاف عام 1968 م . وذلك بالاستعانة بالسلاح الروسي , ثم حدثت الانتكاسة في العلاقات بعد وفاة الزعيم عبد الناصر عام 1970 م , ودخلت العلاقات مرحلة جديدة عندما رأى السادات ان الحل الوحيد لتلك الازمة بالحل السياسي وان 99 بالمائة من اوراق اللعبة في يد الولايات المتحدة فاراد التحرر من سيطرة الروس فاستبعد الخبراء العسكريين الروس من مصر والقيام بخطوة تجبر كلا من اسرائيل والولايات المتحدة لمائدة المفاوضات ويجب ان يتم ذلك من موضع قوة فكانت حرب اكتوبر 1973 م , وقد ابلغ السادات روسيا بساعة الصفر كما جرت العادة عند القيام بالحروب فقامت بسحب عائلاتها من مصر ولم تنتبه اسرائل لهذا بسبب براعة السادات في التمويه الذي كان يعلن التعبئة ثم الانسحاب في أوقات كثيرة . 
   وفي عهد مبارك تميزت العلاقات المصرية الروسية بالهدوء في السنوات الأولى حتم تم تفكيك الاتحاد السوفيتي عام 1991م , وتفكيك عظام الدب الروسي الذي كانت الولايات المتحدة لها يد فيه. ثم جاء دور روسيا وريثة الاتحاد السوفيتي التي كانت تدرك دور مصر كرمانة ميزان للمنطقة فكانت زيارة للرئيس المصري لموسكو في فبراير ورد عليه بوتين الزيارة في أغسطس ودخلت مصر في مرحلة سياسة توافق مع روسيا ولكن دون أن تهمل الأخيرة توازن علاقاتها مع الولايات المتحدة . 
                                                                                                                                                                                          
                                       بعض صور الندوة 
















                                                    
         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق