









الأحد 13/9/2009م.
الصالون التاريخي للدكتور " محمود محمود الشال "
عن العلاقات بين الشرق والغرب ( 10) , " العلاقات العربية الأوروبية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين " . قدم اللقاء الأستاذ " أشرف خيري " باحث في التراث المخطوط.
بدأت تتأرجح بين الجانبين بدءا من فتوحات الاسكندر الأكبر, ثم الحرب القرطاجية , ثم الفتوحات الرومانية , الفتوحات الاسلامية في الاندلس , والحملات الصليبية على الشرق الاسلامي , ثم الفتوحات العثمانية .
أما في العصر الحديث بدأت العلاقات تأخذ منحى جديد , متاثرة ببعض نواحي عصر النهضة الحديثة - والتي أخذها الغرب من العرب – والتي بدأت في ايطاليا , ثم الكشوف الجغرافية , والتي أخرجت اوروبا من سبات دام عشرة قرون في العصور الوسطى , لتفتح العالم الجديد .
والفتوحات الجغرافية من جانب البرتغال وأسبانيا الكاثوليكيتين المتشددتين , حاولتا فيها احاطة العالم الاسلامي ولكنها فشلت بفضل تصدي الدولة العثمانية في ذلك الوقت .
وليس معنى هذا قوة اوروبا فحينما استولى السلطان سليم الأول , في عامي 1516, 1517م , على الشام ومصر من المماليك كانت في حالة ضعف , ومع ذلك حكمت المنطقة العربية لأربع قرون لأنها كانت أضعف منها , وانشغلت عنها أوروبا بالكشوف الجغرافية والثورة الصناعية من بعدها . كما أن المسلمين كانوا ينظرون للسلاطين الثلاثين من الدولة العثمانية , كخلفاء للدولة الاسلامية , في حين أنه لم يدعي أي أحد منهم الخلافة .
ثم جاءت الحملة الفرنسية على الشرق , وعرفت بريطانيا نوايا فرنسا قبل أن تدخل مصر وحذر الجنرال هاردلي السيد محمد كريم حاكم الاسكندرية , بان أساطيل فرنسا في البحر المتوسط سوف تتجه اليهم , وعرض عليه المساعدة . فرد علي محمد كريم بأن الفرنسيين ليس بينهم وبين المصريين شغل أو عداوة , فما الذي سياتي بهم ؟ . ولكن ماحدث عكس ذلك فقد دخلت فرنسا الاسكندرية عام 1798م , بعد قتال شرس واعدام الحاكم محمد كريم في 6 سبتمبر 1798.
وحينما حكم محمد علي مصر عام 1805م, لم يكن ينوي بفتوحاته الوحدة العربية - وهو الحاكم الألباني الذي لم يكن يتحدث العربية – ويري أن يصبح سلطان الدولة العثمانية الأشهر, فوصل للخليج العربي والبحرين بالذات شرقا , وشمالا وصلت لليونان والدولة العثمانية نفسها , وجنوبا وصلت للسودان , فتحركت بريطانيا وبعض الدول الأوروبية ليس من أجل الدولة العثمانية بل من أجل مصالحها , ثم لجأ محمد علي لبريطانيا , لتنتزع من الدولة العثمانية فرمان , يعطي لأبناءه الحق في حكم مصر و فبدأت الوصاية البريطانية على مصر عام 1841م- ان لم تكن صريحة – ثم تسابق خلفاء محمد علي في استرضاء بريطانيا , بدءا من عباس حلمي حفيد محمد علي من ابنه الأكبر , فعقد اتفاق مع بريطانيا عام 1840م – ومازال جده على قيد الحياة – علي انشاء السكة الحديد لأول مرة بين الاسكندرية والسويس , حيث ارادت بريطانيا أن تربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر, وقد كان هذا المشروع الذي يربط بين البحرين بقناة , حلما راود فرنسا منذ عهد لويس الرابع عشر , وقد ارادت بريطانيا من مشروعها هذا أن تصل لمستعمراتها في الهند . فلم تكن مصر في حد ذاتها محطا للأنظار , بل كانت محطة حيث السيطرة عليها يلحق أكبر ضرر اقتصادي ببريطانيا بقطع الطريق على مستعمراتها في الهند التي استولت عليها منذ القرن 16م.
وقد وقف لورد بامستون وزير خارجية بريطانيا – الذي أصبح رئيس للوزراء فيما بعد - في وجه كل من فرنسا وروسيا يعارض سياسة القضاء على الدولة العثمانية, فالأولى ادركت أهمية الشرق الأوسط وطرق مواصلاته للتجارة العالمية , والثانية كانت تبحث بشتى السبل على موانئ لها في البحار الدفيئة متمثلة في البحر الأسود ,ولم تفعل بريطانيا هذا من أجل الدولة العثمانية وانما من أجل مصالحها الشخصية . فهي تنتظر حتى تحين لها الفرصة للقضاء على الدولة العثمانية وتقسيم أملاكها .
وقد انهارت تلك السياسة البريطانية في مؤتمر برلين عام 1878م , حينما اتفقت الدول الأوروبية على تقسيم ممتلكات الدولة العثمانية فيما بينها , فبأت بريطانيا بالاستيلاء على قبرص , وقبلها استولت فرنسا على تونس عام 1830م, ثم استعمرت بريطانيا مصر عام 1882م . وبدأت حركة تقسيم استعمارية ونشر للمبشرين في الشام ومصر بتعليم ديني ليهيئوا الجو للاستعمار الأجنبي .
وفي عام 1904م وقعت مصر تحت سيطرة بريطانية لا محدودة , ثم بدأت بتبني المشروع الصهيوني في المنطقة لتكون خط دفاع عن مصالحهم في ارادت زرع جسم غريب بين الكيان العربي الأفريقي والأسيوي فيعوق وحدتهم ,
وبذلك كانت بريطانيا هي المسئولة الأولى والأخيرة في جمع يهود الشتات , والاستيلاء على فلسطين , وكانت البداية بعد تقسيم المنطقة العربية وفق معاهدة سايكس- بيكو عام 1916م.
وقد قامت ثورة عربية كبرى بقيادة الشريف حسين بن علي ضد الدولة العثمانية التي تعبر عن الخلافة و وعدته بريطانيا بالخلافة , ولكن هذا التحالف لم يكن متكافئا بالمرة .
وخرجت بريطانيا من الحرب العالمية الأولى منهكة عام 1918م , ثم اجهزت عليا الحرب العالمية الثانية المنتهية عام 1945م. برغم خروجا منتصرة في كلا الحربين , واستفادت الولايات المتحدة من كلاهما لأنها دخلتهما متأخرة ,
ثم قامت الحركات القومية في المنطقة , ثم حرب 1956م, بسبب تأميم قناة السويس.
ثم قام استعمار من نوع جدي قامت به الولايات المتحدة التي ارادت ملأ الفراغ السياسي الذي تركته بريطانيا في المنطقة . ففاوض الرئيس الأمريكي ايزنهاور مصر وسوريا والسعودية ولكنهم رفضوا قيامه بهذا الدور . فبدأت تدخل للمنطقة عسكريا وهو مانراه الآن .
واشتركت فرنسا وايطاليا واسبانيا في احتلال دول المنطقة ايضا ولكنهم لم يكن استعمارهم مؤثرا في حركة المواصلات العالمية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق