الأحد 30/8/2009م .
صالون الأستاذ الدكتور " محمد زكي العشماوي " الأدبي ولقاء مع الأستاذ الدكتور" السعيد الورقي " أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب جامعة الاسكندرية , والدكتور " محمد عبد الحميد " أستاذ الأدب العربي بكلية التربية . حول مناقشة
رواية " أولاد شارعنا " للأديب " محمد النجار " .
رأى الدكتور الورقي أن محمد النجار له مهارة وقدرة عالية على تسجيل مظاهر حياتنا اليومية , وتسجيلها بعواطف جياشة , وهو وريث حقيقي للحكواتي الشعبي , والقصة تندفع في عفوية وتلقائية بكل ما تأتى به و وكأنه ولد ليكون حكاءا
وقصصه تدخلنا في دائرة سحر الحكي , الذي نشهده في حياتنا اليومية كثيرا . والبنية الفنية للرواية عن مدينة " , دمنهور"
بمحافظة البحيرة - تلك المدينة التي تجمع بين الريف والحضر - في أواسط الستينات من القرن الماضي .
ومعظم احداث دارت حول شارع المحافظة الشارع الرئيسي بالمدينة , حيث يستقبل الناس من محطة القطار, وفيه المصانع الأساسية فيتقابل فيه الناس من اعالي المجتمع لأدناه .
ومعظم أبطال الرواية من الشباب وهؤلاء الشباب لم يعترفوا بالفوارق الطبقية .
وكذلك تناولت الرواية باقي الطبقات العامل , المزارع الطا لب , ... أو ماسمي وقتها بتحالف قوى الشعب .
وتلك الحكاية تشبه باقي مدن مصر في أن الثلاث أجيال كان يجمعهم بيت واحد , ومائدة طعام واحدة , ولغة واحدة .
والنجار يحكي عن كل شاب ثم يجمع بينهم وأن كان لم يتمكن في جمع الشباب بعلاقات قوية , كما شغل نفسه بعلاقات عاطفية للشباب ولم يسثمر أحداث هامة مثل صحيفة الشارع , والهموم السياسية للشباب في ذلك الوقت .
أما الدكتور " محمد عبد الحميد " فيرى أ، كل قصة فرعية تستطيع أن تكون مجموعة قصصية في منتهى الايجاز .
ورأى أنه جمع فسيفساء حول سين السارد لكل الكتاب , وقد تلاشت كثيرا بنية تطابق بين السارد والمؤلف , في المجموعة كلها , في تقنية فنية تحت مسمى في علم البلاغة " الالتفات " والذي لاتكاد تخلو منه جملة في الرواية .
وقد انتقل الكاتب من ضمير الغائب الى ضمير المتكلم , ثم العودة في نوع من الدائرية , تكسب نوع من الحميمية , وتكسب علاقة بين السارد والمؤلف .
اجزاء من رواية أولاد شارعنا
الفصل الخامس من رواية " أولاد شارعنا " للكاتب محمد النجار
----------------------------
شطط وجنون وتهور , لايقدر العواقب , يفعلون ماينبو في رؤوسهم , قد أوتو طولا في القامة , ووسامة في الوجوه , وأناقة في الملبس .
علم ونور هما الباقيان في شارع المحافظة , أما أخوهما الأكبر عبد الحميد فانه كان مهندسا , ثم التحق بسلاح المهندسين , وأسهم في حرب عام ستة وخمسين اسهاما بطوليا , جعله في مصاف الأبطال , وأصبح من كبار رجال الدولة .. تظهر صوره في الصحف .
آل الجميل أبوهم الشيخ عبد الستار الجميل , كان من مدرسي اللغة العربية القدامى , الذين كانوا يرتدون العمامة والجبة , وظل محافظا على العمامة والجبة حتى بعد أن أحيل للتقاعد ,ويقال أنه من أوائل من بنوا بيوتهم في شارع المحافظة , عندا كانت قطارات الدلتا تسير في ذلك الشارع بين الحقول التي كانت تحيط بشريط قطار الدلتا , ثم حلت محلها البيوت .
والشيخ عبد الستار رجل نحيف , ليس بالطويل , بل ربما عد من القصيرين , ولكن يبدو على وحجهه دلائل الاستقامة والصرامة التى عانى منها آل الجميل , وهي استقامة وصرامة لاتفاهم معهما , كما يقول آل الجميل , ولاحل لها , وأمهم سيدة جميلة , تصغر اباهم بسنوات طويلة , وهي سيدة لاتزال تحتفظ بقسط وافر من جمالها .
ولعل تربية الشيخ عبد الستار الريفية , وتعليمه الأزهري المحافظ , وجمال زوجته في شبابها , جعله يفرض جوا من العزلة والصرامة على جميع افرد أسرته .. وان كان قد تساهل في امر تعليم ابتيه أمينة وسلوى , اللتين كانتا على جمال شديد .. فجعلهما تتعلمان في مدرسة الراهبات الفرنسيسكان .. ولكن الشيخ عبد الستار لم يتساهل , فلقد أخذ البنتين الى المدرسة ,لأنه كان يقوم بتدريس اللغة العربية بتلك المدرسة , ولم يدع التدريس فيها , حتى بعد خروجه للمعاش , وحيث عم معه في تلك المدرسة أبو آل النشار الأستاذ عوض , الذي يطلق عليه أبناء الشارع لقب خروشوف , فأبو آل النشار ضخم وأصلع , مثل خروشوف رئيس الاتحاد السوفيتي .
الشيخ عبد الستار يفرض تحكماته شديدة على أهل بيته , فابنه الأكبر عبد الحميد كان يريد الالتحاق بالكلية الحربية , ولكن الشيخ عبد الستار " أبى واستكبر , وكان من الكافرين " , كما يقول ابنه علم , وجعله يلتحق بكالية الهندسة , ولكن الفتى بعد أن تخرج من كلية الهندسة , وتسلم عمله كمهندس بوزارة الري , التحق بالحربية دون علم ايه , وصار ضابطا مهندسا , " وغضب الشيخ عبد الستار , وأزبد وأبرق وأرعد ,
وأقسم باللات والعزى ومناة وجميع أصنام مكة الجفاء – كما يقول ابنه علم – لينتقمن من ابنه عبد الحميد , وليحرمنه من كل الحقوق وأولها الميراث " , الذي قال علم عنه :
- أي ميراث يهدد به ؟ لم يعد لدينا شيئ طز في الميراث .
ولكن عبد الحميد كي يرضى أباه ترك له أمر زواجه , من اول اختيار الزوجة , حتى كل شبئ , فرضيت نفس الشيخ عبد الستار .
ولكن ظهر له علم , وهو ولد عنيد " ترباس " , كما يقول الشيخ عبد الستار .. لايتحمل مسئولية , لايعرف شيئا في الدنيا , سوى المزاح والسخرية , ويجب ضربه كل يوم علقتين بقبقاب الشيخ , احداهما بالصباح , والأخرى بالمساء , بحيث لاينزل القبقاب الاعلى راس الحمار علم كارها علم .
حصل علم على الثانوية العامة , فتقدم لكلية الشرطة , واجتاز جميع امتحاناتها بنجاح , حتى قيل ان أخاه عبد الحميد كان يساعده من طرف خفي .. ولكن عندما علم الشيخ عبد الحميد بذلك , عاد للازباد والارعاد , وهدد بطرد علم ن المزل , اذا لم يترك كلية الشرطة , ويلتحق بكلية الطب , التي يؤهله مجموعه لدخولها ,
وهدد بقطع المال والمصروف , " والماء والهواء والنور والمجاري " – كما يقول علم – ورضخ علم كارها , ولكنه يبدو أنه أقسم في سره , لينتقمن من أبيه , الذي صار ليس بأب , بل هو شيئ وجد في الحياة كي يعارضه علم , ويخالفه , ويسخر منه في مجالسه مع أصدقائه وزملائه .
ربما أصيب علم بشيئ في مخه , ربما كانت رغبته في الانتقام من أبيه بمخالفته, قد دفعته ليرتاد طرقا غير عادية , فها هو ذا في أول العام الدراسي الجامعي لايذهب لكلية الطب في الاسكندرية بعد أن تسلم من أبيه الشيخ عبد الستار مصروفات الكلية , وأثمان الكتب , وثمن اشتراك بالقطار من دمنهور للاسكندرية , وثمن الملابس .
تسلم كل هذه الأموال وجعل الشيخ بدر – الذي يجلس على ناصية شارع المحافظة من ناحية ميدان الساعة – يأتي له بصندوق خشبي قديم , كي يجلس بجواره , ويتبادل معه شرب الجوزة , التي لايكف الشيخ بدر عن شربها , فعندما كان قطار الدلتا يسير , كان الشيخ بدر يفسح للقطار براية حمراء , كي يمر القطار ,بتوقيف مرور العربات والناس بميدان الساعة وشارع الثانوي .
وصار علم يروي لزملائه قائلا الشيخ بدر أحد كبار فلاسفة العصر , وعلمائه وأسانيده .
وكانت الطامة الكبرى يوم اكتشف الشيخ عبد الستار ما فعله ابنه علم ... فلقد قرر أن يقتله , فهربه آل النشار الى منزهم الريفي بقريتهم القريبة , ووسطوا أباهم الأستاذ عوض كي يرجو الشيخ عد الستار , كي يرجع علم الى البيت , وكذلك ذهبت أم آل النشار , وأم ابناء بلح الى أم علم .
كانت قضية "علم " قضية كبرى , شغلت ابناء شارع المحافظة وآباءهم وأمهاتهم , بل تحدث فيها عبد الستار مع عم منصور الكواء وعم عبد المنعم صاحب كشك السجاير والحلوى , الذي يعطي ابناء الشارع السجاير الفرط " شككا" .
وصل الأمر لقمته عندما طرد الشيخ بدر علم من مجلسه وحرمه من الجلوس معه , بل وشتمه وقال له أنت ولد خسران وعاق .
وذهب للشيخ عبد الستار وأعلن تبرأه من علم , وأنه سيطرده لو عاد له ,
ونجحت جهود الجميع في اعادة علم , وعاد لكليه , ولكنه عندما وجد الشيخ بدر يطرده , تتلمذ على يد " بونو ", وقال له سيف :
- اولا تجد لك مصيبة تتملذ عليها ؟ ... من بدر" لبونو "ياقلبي لاتحزن .
وكان علم محبا للعدو , وقد نال هو واخوه نور عدة " ميداليات" في سباقات المدارس للعدو , لعل احداها كانت السبب في قبول علم بكلية الشرطة ... فماذا يفعل علم لممارسة هواية العدو ؟... وتفتق ذهنه العبقري
أو المدمر , كما يقول سيف , أو الخائب كما يقةل الشيخ عبد الستار عن هذه الفكرة الشاذة الغريبة ... يرتدي المنامة وحذاء أبيض من أحذية الرياضة والعدو , وفوق المنامة يرتدي سترة الحلة , ويصعد الى السطح بالليل , فياخذ اوزة من عندهم , ويضعها داخل سترتى , وذلك طبعا دون علم أمه وأبيه .
ويكمل علم :
" وأزرر زر" السترة , وامسك بمنقار الاوزة , وأسير , والاوزة مخفاة في سترتي , وانا أمسك بمنقارها , حتى أصل الى عسكري الداورية , فأسير متلفتا وهي تحاول أن تكاكي , ولكني أمسك بمنقارها , فيشتبه في الجندي فيسير خلفي ...
فيقول له محسن وحسين أبناءبلح , وعبده الجن ابن جماعة خير , ومجدي سونة ابناء رجلة , ومهند ابن النشار , الذين ينظرون لعلم , على أن الحظ تكرم عليهم بمعرفة علم , ذلك الكبير الطويل الذي بكلية الطب وهم لايزالون بعد في المرحلة الاعدادية : وماذا بعد يادكتور علام؟ .
وهم مبهورون بحديث علم
فيقول علم : أترك منقار الاوزة الذي أمسكه باصبعي .
فيقول محسن بن بلح :
لماذا يادكتور علم ؟
فيقول علم : تكون الاوزة راغبة في أن تكاكي , ولكنها تستطيع , فبمجرد أن أرفع اصبعي عن منقارها تنطلق , وأنتم تعلمون صوت الاوز في الارتفاع , وكم يسبب من ازعاج .
فيقول الصبيان :
- وماذا بعد يادكتور علم .
فيقول :
- انطلق اعدو فيعدو خلفي العسكري , وأعدو , فيعدو ويصفر , كي يدركه الآخرون , ويحاولون الامساك بي , وأنا أجري وهم يجرون .
- ثم ماذا يادكتور علم ؟
يقول الصبية المبهورون .
فيقول علم : أفلت منهم , وأعود الى المنزل , بعد أن أكون قد جريت لي وقتا طويلا .
وتعجب الصبية الفكرة , ويعرض مهند بن النشار على الدكتور علم أن يشاركه في تلك المغامرة المثيرة .
فيقول علم , متقمصا شخص الأستاذ الكبير :
- انك لازلت صغيرا يا مهند , حقا انك عفريت لكن ليس الآن ,
ولكن ذات ليلة يقبض العساكر على علم , ويقتادونه للبندر , ويضرب الضابط المنوب كفا على كف ..اذ يجد أمامه طالبا جامعيا بكلية الطب , ,ابوه أستاذ معروف , وأخوه من كبار رجال الدولة , مساقا اليه بتهمة سرقة اوزة , ثم يتضح أن الاوزة ليست مسروقة , ولكنها من البيت . ويقول له الضابط لابد أنك مجنون .. ويضطر الضابط طلاق سراح عل عندما يذهب للبندر الشيخ عبد الستار والأستاذ عوض .
ويخرج علم وقد أحاط به الصبية محسن وحسين وعبده الجن ومجدي وسونه ومهند .. يكادون يحملونه على أعناقهم .
الفصل السادس
************
جزارون جميعا , فأبوهم حسن الباز جزار وتاجر مواشي , وامهم السيدة أم عبده , أهلها كبار جزاري مدينة دمنهور , عائلة محن , كانت عائلة أمهم تحتكر الجزارة وتجارة المواشي وتوريد اللحوم للمستشفيات والجيش والشرطة بالمحافظة .
وقد ورث ابناء الباز عن أمهم واخوالهم الوسامة وحسن المنظر , ولكن الوسامة تجلت في أبهى صورها وأجمل تناسق في أحمد المعروف بتكي , وأخته السنيورة , فلقد أوتيا صباحة في اوجه , وجمالا في الشعر , الا أن تكي كان قصيرا كأبيه , وقد كان تكي طالبا متفوقا في المرحلة الثانوية , مما جعله يحصل على مجموع كبير , اهله لأن يلتحق بكلية الهندسة , ووافقت عائلة الباز على أن تسمح لأحمد أو تكي بداسة الهندسة , وان ينفرد عنهم الى تعلم الهندسة , وكذلك وافق أخواله من عائلة ملحن .
لم يدع تكي رياضة الا ومارسها , ربما كان ينشد أن يستطيل قامته .. وقد مهر تكي في رياضات كثيرة , كما مهر في الدراسة , ومهر في الجزارة فعندما افتتح أبوه واخوته محلا للجزارة بسيدي عمر , كان كل أهل الشارع عندما يذهبون لشراء اللحم من المحل يرحبون بأن يقطع لهم تكي مايشترون , كان تكي فتى رائعا , وكان رغم وسامته كان رجلا بمعنى الكلمة , وله قبضة حديدية يحسن الضرب بها في المعارك .. ولكن ما أروع منظره عندما تنسدل خصلة من شعره الأسود المدهون بالزيت على جبهته , ولكن تكي كان يبادر لارجاعها وتصفيفها , ولم ينجرف تكي في تسريحات الجيمس, بل كان يقص شعره كقصات رجال محترمين من ذوات الشعر الناعم .
وكان صبري بلح يقول له :
ليتني يا تكي أجد فتاة في مثل حسنك ولها شعرك الجميل .
ربما كان صبري بخبثه يرمي الى شقيقته سنيورة التي كان لها نفس جمال الشعر , وملامح الوجه الوسيمة , ويرد عليه تكي بخبث أشد من خبثه :
- ان من تحبها لها شعر جميل وأجمل من شعري ..
وهنا يضيع خبث صبري وينقلب الى متلعف كشأن الشباب المتلهف عندما يحادثهم أحد عمن يحبون فيقول له :
- من تلك ياتكي ؟ بالله عليك ؟
فيقول تكي :
- ان الله حليم ستار يا صبري ..
فيصمت صبري , ويصمت تكي , فان الله حليم ستار .
الفصل السابع
***********
من المنصورة .. أغلب أسر الشارع ذات الأصل الريفي , أو شبه الريفي , ولكن هذه الأسرة لم تكن
ريفية أو شبه ريفية , فأبوهم سعيد أفندي الشيخ ذو منصب كبير في هيئة الاستعلامات , ويتدي هو وزوجه
وأولاده ملابس بشكل ونسق يدل على أنهم أكثر فهما لأذواق الملابس , وتناسب ألوانها , وأكثر تحررا ,
فلا مانع من أن ترتدي ابنتاه سناء وهدى الملابس القصيرة , تبعا لما يسمى " بموضة الميني جيب
والميكروجيب " , وهما جميلتان فاتنتان , الا أن سنا ء قصيرة الرقبة , ضخمتها , مما جعل الصبية يطلقون عليها
لقب " كرنب " .
باع الأستاذ سعيد ارضا له بالمنصورة , واشترى أرضا مستصلحة بالبساتين بجوار دمنهور , تتبع لمركز
حوش عيسى , وصاروا ان لهم ضيعة بالبساتين ...
كانت أم سناء سيدة فارعة الطول , جميلة , معتزة بنفسها وجمالها .. ولذلك كثرت مشكلاتها مع جيرانها فهي
على خلاف وشجار مع أم مجدي وسونة ابني رجلة , مع زوج الشيخ عبد الستار الجميل , وهذا الخلاف الدائم
لم يمنع مجدي وسونة ابني رجلة من أن يصادقا سمير ابن أم سناء ,ولم يمنع مجدي الخبيث من أن يتطلع الى
هدي بنت أم سناء , فهي جميلة حلوة , ولكن لم يجرؤ على اظهار مايكن الا لصديقه محسن بلح , ولم تتح له
كثرة المشاجرات بين أمها وأمه أن يعرب للفتاة عما في قلبه من مشاعر , وعما في نفسه من رغبات مراهقة ,
وقد تلاصق سمير الشيخ ومهند النشار ... ومهند النشار صبي ريفي يصدق كل مايقال له ويبهر به وينطلق
ضاحكا جزلا .
ويبدو أن سمير وثق في مهند النشار وحين بلح في الرغبة في تعلم الانجلزية , وصاروا يحفظون كلمات
كثيرة يستخدمونها في حديثهم مع بعضهم حتى اطلق عليهم مجموعة " بكوز Because " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق